كتاب سبر

(( ورطة )) سمو الرئيس

طرح سؤال خلال الأيام الماضية عن سبب تأخر إستكمال التشكيلة الحكومية بإضافة وزيرين جدد لشغل وزارتي العدل والأوقاف والتربية والتعليم العالي  اللتين ظلتا شاغرتين طوال فتره العطلة البرلمانية رغم أهميتهما ومع ذلك سمو رئيس مجلس الوزراء (( أذن طين وأذن عجين )) .
صمت سمو الرئيس كشف عن (( ورطة )) يمر بها لإشغال شواغر الحكومة فقد وقع الرجل بين خيارين أحلاهما مر فأما ينصاع  لضغوط رئيس مجلس الأمة مرزوق  الغانم ومجموعة  مقربة من النواب لإعاده صياغة الحكومة بشكل يتوافق مع مايريده رئيس المجلس ومجموعته أو يظل على تحالفه القديم وعندها عليه أن يدفع الفاتوره .
هناك نصيحة أعطيت لسمو رئيس مجلس الوزراء بأن يضع طلبات رئيس مجلس الأمة والنواب المقربين منه كأولوية في التشكيلة الحكومية ويترك لتحالفاته القديمة ماتبقى من حقائب وهو كما يتردد ليس معترضا كثيرا على تلك  النصيحة لكنه  مصاب بهلع من أن يؤدي إنصياعه لتلك الأجواء أن يخسر تحالفاته التي سيظل لفتره طويلة يعتقد أنها هي من أوصلته لهذا  الموقع .
الصراع يتمحور حول وزارتي المالية والتجاره فهما (( بيضة القبان )) كما يقال في التشكيلة الحكومية ومن خلالهما يمكن عمل موازنة على بقية الحقائب الأخرى ويمكن السيطره أيضا على كل تفاصيل الحراك الحكومي فوزاره المالية تهيمن على كل شارده ووارده مما تملكه الدوله  خاصة الأراضي اللازمة للمشاريع ، والأخرى يمكن من خلالها الحفاظ على الأوضاع السائده أو تطويرها في إتجاه واحد .
سمو  الرئيس يتهرب من التشكيلة الشاملة وأقصد بها غير الحقائب الوزارية المخصصة لأبناء الأسره الحاكمة فهي من إختصاص الأسره نفسها ولايستطيع سموه أن يقلب حجرا  داخلها ، ويحبذ أن يشغل الحقيبتين الشاغرتين بوزيرين لايهم من أن تأتي التوصية بهما ، لكنه أيضا متخوف من رده الفعل المتوقعة من معسكر رئيس مجلس الأمة فهذه المره ربما يطيح به .
سمو الرئيس وصل إلى نهاية الطريق في مسيرته وهو وإن كان خدمه الحظ في أكثر من  مفصل في تلك المسيره لكن الحظ هذه الأيام ليس موجودا لينقذه من الورطة التي يعيشها ولابد من حسم الخيارات فأما يبني تحالفا جديدا ويقبل بشروط جديده للعبة البرلمانية وأما يحتفظ بتحالفاته القديمة ويفتح جبهة جديده غير محسوبة النتائج ربما يتمكن من تجاوزها وربما تسقطه من  موقعه .