أقلامهم

باقر الحداد: الولايات المتحدة ليست جمعية خيرية أو مؤسسة انسانية تعمل دون ثمن أو مقابل!!

نهاية الأسبوع 
سياسة النفط 
باقر جراغ الحداد 
منذ ما يقارب الاربعة اشهر واسعار النفط في انخفاض حيث فقد برميل النفط ما يقارب ربع قيمته، واذا أردنا ان نشخص الاسباب التي أدت إلى ذلك فمن الخطأ تصور هذا النزول بسبب اوضاع اقتصادية فقط، فمن غير المستبعد أن يكون متعمدا لاسباب سياسية ومن ابرزها دخول المنطقة في شكل جديد من اشكال الحرب الباردة وبالتالي يكون النفط أحد أسلحتها كما كان في الحقب الزمنية المختلفة في القرن الماضي.
فانخفاض الأسعار من شأنه الاضرار بمدخول بعض الدول التي تحاربها الولايات المتحدة الأميركية كايران على سبيل المثال، ومن جهة أخرى ترسل رسالة ابتزاز حتى لحلفائها بأنها قادرة على التحكم في أسعار النفط فعليكم أن تقدموا تسهيلات اضافية لنا سواء كانت نفطية او غيرها وهذا يأتي في سياق إعادة فرض الهيمنة على المنطقة المتغير وجهها.
وسنتحدث مستقبلا عن كيفية استفادة الولايات المتحدة الاميركية من داعش في المنطقة وأحد أوجه هذه الاستفادة ابتزاز الدول التي تشعر بأنها مهددة من خلال التعهد بحمايتها شريطة حزمة أثمان يتم قبضها أحدها ما يتعلق باستيراد النفط.
وباعتقادي أن هذا الانخفاض لن يدوم طويلا للأسباب التالية:
اولا: انخفاض الاسعار يعني توقف عمليات الحفر لاستخراج الوقود الصخري لأنه لن يكون ذا جدوى اقتصادية ويصبح شراء النفط أقل كلفة أو مساوياً له، وبالتالي لن تقف الولايات المتحدة الأميركية مكتوفة الأيدي وتتفرج على توقف شركاتها المختصة بالحفريات الصخرية عن العمل وهذه الشركات بدورها ستضغط لرفع الاسعار من جديد.
ثانيا: تعلم أميركا أن الانخفاض سيؤذي أعداءها ولكنه لن يسبب لهم انهيارا اقتصاديا وبالتالي هي تتظر لهذا الانخفاض كاجراء عقابي مؤقت.
ثالثا: حلفاؤها النفطيون لن يصمتوا طويلا على هذا الانخفاض لأن أكثر من تسعين في المئة من وارداتهم من تصدير النفط.
وعليه ستعمل أميركا على استعادة ثمن برميل النفط لعافيته للأسباب السالفة الذكر، وقد يقول قائل أنها ستتضرر من ارتفاع السعر كونها مستورداً رئيسياً له؟
نقول انها غير متضررة كثيرا لأن المرافق النفطية السورية التي تحت سيطرة داعش تؤمن لها سعرا مناسبا، فداعش تبيع النفط لتركيا والتي بدورها تبيعه بسعر أقل للولايات المتحدة الأميركية.
ولا نغفل عن النفط الليبي الذي هو خارج دائرة النقاش بسبب الحرب الأهلية هناك بين المحاور الاقليمية المتصارعة والذي بدوره يصل بشكل أو بآخر لأميركا بسعر يناسبها.
علاوة على ما ذكرناه من تعهدها لحماية حلفائها مقابل ثمن ما، فالولايات المتحدة ليست جمعية خيرية أو مؤسسة انسانية تعمل دون ثمن أو مقابل!!
محليا نستشعر صعوبة تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على النفط كمورد وحيد في ايرادات الدولة لتجنب أي انخفاض بالأسعار سياسيا كان او اقتصاديا ولكن في ظل حكومة اللا حكومة العاجزة عن حل مشاكل المعيشة الاساسية لا نملك إلا الدعاء بأن يلطف الله تعالى بهذا البلد وشعبه وأن يصلح حال الحكومة.