أقلامهم

سامي الخرافي: أصبح لدينا الآن من يسرقنا بفن وإتقان وهم حرامية «فايف ستار».

حرامية «ديلوكس» 
بقلم: سامي الخرافي 
تحضرني قصة عن قيام بعض الشباب بسرقة سيارة وبعد فترة تم إرجاعها لصاحبها مع تذكرتي سفر له ولزوجته مع حجز غرفة بأحد الفنادق المشهورة في احدى الدول مع كلمة اعتذار بأن سرقة السيارة كان لأمر طارئ ويعتذرون منه أشد الاعتذار، وصدّق الزوج ما قرأه وسافر مع زوجته وعند عودته من السفر وعند فتحه باب بيته وجد البيت فارغا عن بكرة أبيه فقد تمت سرقته من اللص الذي أعطاه التذكرة بأسلوب «متقن» فكانوا «حرامية» خبثاء بمعنى الكلمة.
لقد أصبح لدينا الآن من يسرقنا بفن وإتقان وهم حرامية «فايف ستار» وهم حيالة كما يطلق عليهم في المصطلح الكويتي، فسأسرد بعضا منها حتى تعرف أساليبهم و«الحرامية» كثيرون لا يتسع المجال لذكرهم في مقالة واحدة ولكن «الحرامي» بالإشارة يفهم. ومنهم:
بعض الدلالين الذين يبيعون السيارة والذين يحلفون ويقسمون بأن هذه السيارة نظيفة.. الخ ويقومون بالترويج لها وكأنها عروس من «أوكرانيا» من أجل بيعها بسعر غال وعندما تشتريها تجدها مدعومة ومصبوغة وفيها بلاوي فهؤلاء حرامية بشكل قانوني.
بعض العيادات الخاصة التي تجد إعلاناتها منتشرة في الصحف وتؤكد وتضمن الجودة والضمان، فعلى سبيل المثال زراعة الشعر وعودته مثل «ذيل الحصان» وتذهب الى تلك العيادات «الحرامية» وتدفع المقسوم على أمل ان يرجع شعرك كما كان وتفاجأ بعد الزراعة بفترة بأن الشعر بدأ بالتساقط كأوراق الشجر في فصل الخريف وأصبح مثل جزيرة «بوبيان» صبخة وقاحلة ورجعت مثل ما كانت «صلعة» تسر الناظرين وهذه حرمنة بشكل قانوني.
بعض المستشفيات الخاصة والتي تستغرب من كثرة طلبات التحاليل التي يطلبونها منك لدرجة الملل والأشعة التي ليس لها داع في سبيل سرقة مالك بطريقة «صحية»، وأضف الى ذلك الإعلانات عن جمال البشرة.. الخ وعودتها مثل ما كانت صافية خالية من «الحفر» التي على الوجه، وأعرف أحدهم ذهب الى احد المستشفيات «الأي كلام» وأراد ان يرى أنفه قد أصبح «سلة سيف» ويفاجأ بأن أنفه أصبح «سلة مهملات» إنها سرقة بشكل قانوني.
أصبحت قراءة القرآن لدى البعض تجارة رابحة تدر الآلاف من الدنانير. فهناك من يدعي قدرته على طرد الجان وقد تعلم المهنة من «اليوتيوب» وادعى الفهامية ويدعو الناس من خلال إعلانات على «لوحات الإشارة.. الخ بقدرته على شفاء اي مريض وبعد ان يقرأ عليك ان تشتري ماء وعسلا.. الخ وهنا «مربط الفرس»، رغم ان الذي يبيعه لك هو «وهم» ولا يتعدى ما اشتراه بضعة دنانير ولكنه يبيعه لك بعشرات الدنانير فذلك حرامي «شرعي».
وفي الختام، ما أود ان اشير اليه ان «الحرمنة» الجديدة لا تقل خطورة عن حرامية تجار اللحوم الفاسدة.. الخ فهم يسرقوننا ونحن «نضحك» تحت مسمى لصوص الوهم وهم في تزايد مستمر، وأخشى ان يكون هناك تبادل خبرات بينهم لتطوير قدراتهم في زيادة السرقة ولا ندري قد ينشئون نقابة لهم يوما ما، فلنحذرهم دائما. فهل نحن قادرون على ذلك؟