كتاب سبر

بقلم.. محمد الدلال
الهم أكبر!؟ “تداعيات الخلاف الكويتى السعودى”

العلاقة مع المملكة العربية السعودية ذات طبيعة خاصة, فأهلها أهلنا وعمقها عمقنا ونتشارك معها فى العديد من القضايا والاهداف والهموم المشتركة, ولذلك فإنه من الصعوبه بمكان هضم أو قبول ما يحدث من أجواء خلاف أو صراع أو تراشق بين الطرفين, ومن غير المقبول أيضًا تأجيج الفرقه بواسطة “محاربين بالوكالة” من الطرفين السعودي والكويتي، ممن يكيل الاتهامات ويبث الشقاق عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي, فالشعبين الشقيقين بأمسّ الحاجة للتوحد والعمل المشترك لا الخصومة والافتراق، خاصةً فى ظل الأخطار والمصاعب التى تحيط بالاقليم العربى من كل حدب وصوب.
ان حصر طبيعة الخلاف بين السعودية والكويت فى مواضيع فنية ونفطية كالخفجى وميناء الزور تسطيح لما يحدث علي المستويين الاقليمى والمحلي, ولا يخفى على كل ذى بصيرة ان الخلافات الخليجية تجاوزت الملفات الداخلية بين دول المنطقة, فالخلافات حاليا امتدت لتشمل  اختلاف الرؤى والمواقف تجاه القضايا الاقليمية، فالربيع العربي وتداعياته سبب رئيسى فى تلك الخلافات, وعلى سبيل المثال لا الحصر، الموقف من قطر ودورها فيما يدور فى الاقليم من أسباب الخلاف, والموقف اتجاه ايران ومشروعها التوسعى فى الاقليم سبب رئيسي آخر,  كما أن توغل الفوضى القائمة برعاية المشروع الغربى بقيادة امريكا محور لا يمكن إبعاده عن طبيعة تلك  الخلافات ..الخ
ان قيادات دول الخليج مطالبة بالسعي جاهدة وبخطوات جادة إلى نزع فتيل الخلافات والتشرذم فيما بينها, فنار الخلاف ستطولها وتطول استقرار دولها وتطول شعوبها وتجعل الجميع يغرق فى جحيم الفوضى, ولذلك ليس مقبولا من اى دولة ما ان تفرض رأيا ما  او موقفا من المواقف على دولة اخرى والا اعتبر ذلك انتقاصا من  سيادتها وتجاوزا لحقوق الاخوة والجيرة وسلبا لارادة شعوبها.
اقليمنا العربى بامس الحاجة إلى الاستقرار, والاستقرار الذى نعنيه يتطلب ابتداءً توجّه دول الخليج العربى نحو تطوير آليات التعاون وحسم الخلافات، فالآليات القائمة لا تصلح وثبت فشلها ومطلوب تطويرها وليكن الاتحاد الاوربى مثالًا إيجابيا للتطوير المطلوب, وأنظمة الحكم بأمسّ الحاجة إلى تفهّم تطلعات الشعوب وإشراكها فى الرأي والقرار عبر تبني الإصلاحات السياسية والاقتصادىة والاجتماعية المنشودة, وإلى ذلك الحين ندعو دعوة صادقة للشقيقتين المملكة العربية السعودىة ودولة الكويت إلى كف التشاحن والخلاف والنزاع، ولنتوجّه إلى ما هو أهم فالهم أكبر.
 
محمد الدلال
Mohammadaldallal@gmail.com