عربي وعالمي

تركيا تعود للعراق عبر بوابة “العبادي”

(تحديث..1) يبدو أن سياسة حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي الخارجية، بدأت تؤتي أكلها متجسدة بقدرته على فتح قنوات جديدة بكل الاتجاهات نحو المحيط العربي والإقليمي.

وتجسدت تلك السياسية بالحراك السريع نحو دول الجوار بدءا بالسعودية التي قررت إعادة فتح سفارتها في العراق، وامتداداً للكويت والأردن وإيران وأخيرا تركيا، إذ تكللت نشاط الحكومة بدفع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لزيارة بغداد وعقد العديد من الاتفاقات مع نظيره العراقي حيدر العبادي.

حيث أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال لقائه الخميس، مع نظيره التركي أحمد داود اوغلو عن عقد العديد من الاتفاقات الجوهرية على كافة الأصعدة الأمنية والاقتصادية.

وقال العبادي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع اوغلو، عقده بالقصر الحكومي وحضرته شبكة “إرم” الأخبارية إن: “العراق لمس من خلال مناقشاته جدية الجانب التركي على مساعدة العراق في حربه ضد الإرهاب من خلال التوصل إلى “اتفاق جوهري” بشأن تبادل المعلومات والتعاون الأمني وإعلان ترحيبها بإمكانية عقد اتفاقات أمنية طويلة الأمد قد تشمل التسليح والتدريب وحتى المشاركة العسكرية ضد داعش”.

وبين العبادي أن “الجانبين بحثا مخاطر تنظيم “داعش” الإرهابي على العراق وسوريا، وخرجا بنتائج وقناعة بأن هذا الخطر لا يهدد الدولتين فقط بل سيمتد لتركيا والمنطقة بأكملها والعالم أجمع فيما لم تتم مكافحته”.

وفي هذا الجانب قال أوغلو خلال المؤتمر المشترك إن “بلاده ستتبادل كافة المعلومات الأمنية وتعمل ما بوسعها لمكافحة الإرهاب والوقوف ضد أي تنظيم إرهابي يهدد أمن العراق وبالتالي نعتبره تهديداً لتركيا والمنطقة برمتها”.

وأكد اوغلو أن “تركيا ستقدم الدعم الاستخباري للعراق وتعمل على مساعدة العراق بكافة المجالات العسكرية وعن استعدادها لتلبية أي طلب بهذا الاتجاه”، مبيناً أن “وحدة العراق واستقراره تهمنا جدا وسنعمل على دعم العراق في المحافل الدولية”، وأن بلاده فتحت صفحة جديدة بيضاء لتطوير العلاقات مع العراق وستنعكس الاتفاقات الجديدة بالإيجاب على الطرفين بالمستقبل القريب.

وتحدث اوغلو عن بلاده بالقول إن: “تركيا عانت كثيرا من الإرهاب وأي شكل من الإرهاب نحن ضده وسنكون على تضامن مع أي دولة تتعرض للإرهاب”.

وفي المجال الاقتصادي تبادل الطرفان (العبادي-اوغلو) الحديث عن إعادة العلاقات الاقتصادية وتفعيل الاتفاقات السابقة التي عقدت بين البلدين.

العبادي دعا خلال المؤتمر: “الشركات التركية التي غادرت البلاد بسبب الأزمة السياسية بين الطرفين وكافة الشركات الاستثمارية الأخرى للعودة والعمل في العراق”، مشدداً على “ضرورة تفعيل الاتفاقات الاقتصادية وتنشيط التجارة بين البلدين”.

في الوقت الذي أكد فيه أوغلو على “تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي الذي نوقش خلال زيارة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري لتركيا قبل أيام قليلة”، مؤكداً أن: “بلاده تسعى إلى تفعيل قطاعات الصناعة والزراعة بين الجانبين”.

وعن قضية صادرات العراق النفطية، فقد أكد العبادي إن: “الجانب التركي وعده بتفعيل تعاونه في هذا المجال، من خلال حصر الصادرات النفطية وتعاملاتها مع الحكومة الاتحادية العراقية وفق القوانين الدولية والدستور العراقي”.

“الحرس الوطني” كان ضمن مباحثات الجانبين حيث أكد العبادي أن “قوات الحشد الشعبي ستكون هي الأساس في تكوين الحرس الوطني”، فيما رحب اوغلو “بالقيام بدور مهم لتدريب قوات الحرس الوطني المزمع تشكيلها وتقديم كافة الدعم اللوجستي لتلك القوات”، بالإشارة إلى القوات التي ستشكل من أبناء المناطق “السنية” في غرب وشمال العراق.

وتطرق العبادي وأوغلو للعديد من القضايا الإقليمية ومنها القضية السورية التي اعتبرها العبادي “قضية معقدة نوعاً ما وتحتاج إلى حل سياسي لا سيما مع المخاوف الكبيرة من سيطرة داعش على عموم سوريا”.

وقال إن: “تدفق المسلحين من سوريا نحو العراق سبب تدهورا كبيراً لأمن البلاد، وهذا التسلل نجم عن انفلات الأوضاع السياسية والأمنية في العديد من المدن السورية المتاخمة للبلاد”.

وأكد أن :القضية السورية هي قضية معقدة للغاية وتحتاج إلى حلول سياسية تشترك فيها جميع الطوائف والفعاليات السورية فضلاً عن اتفاق المحيط الإقليمي على حل مرضي للجميع”.

وأبدى “استعداد العراق لإيجاد حل سياسي في سوريا وترضية كافة الأطراف والوصول إلى صيغة توافقية لفض النزاع في المنطقة، مما سينعكس بالإيجاب على الوضع الداخلي العراقي”.

من جهته، أكد اوغلو “رغبة بلاده على السير باتجاه التهدئة في سوريا، حيث أن تركيا استقبلت مئات الآلاف من النازحين السوريين وهي تسعى لإعادتهم لبلادهم بعد انتهاء الأزمة”، مشيراً إلى “فتح بلاده الطريق أمام قوات البيشمركة كممر للوصول إلى مدينة كوباني ومساعدة الأكراد هناك على إيقاف زحف “داعش” وطرده من المنطقة”.

وأعلن العبادي في نهاية المؤتمر عن قبول دعوة نظيره اوغلو لزيارة تركيا الشهر المقبل.

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو وصل، الخميس، إلى العاصمة بغداد في زيارة رسمية تستمر ليومين، فيما سيلتقي عدداً من المسؤولين في الحكومة العراقية.

وصل رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو اليوم الخميس، إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة تستمر لمدة يومين يلتقي خلالها الرئيس العراقي ورئيس الوزراء وعدد من المسؤولين العراقيين.
وتعتبر الزيارة سياسية بأبعاد امنية وستركز في جانب كبير منها على بحث سبل مكافحة “تنظيم الدولة” وإيجاد أرضية مشتركة للحرب على الإرهاب وجهود إغاثة النازحين وتفعيل اتفاقيات اقتصادية سابقة جمدت بسبب توتر العلاقة بين البلدين.
ويخصص اليوم الأول من الزيارة للقاء القادة العراقيين، كل من رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري، إضافة إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وعقب لقاء الرئاسات الثلاث سيبدأ داوود أوغلو سلسلة لقاءات مع أعضاء مجلس النواب العراقي عن المكون التركماني وممثلي محافظة كركوك.
وفي اليوم الثاني من الزيارة سيتجه داوود أغلو إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق لعقد سلسلة من اللقاء مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس وزراء الإقليم نجيرفان بارزاني.
ويضم الوفد التركي، الذي يضم كل من وزراء الداخلية والجمارك والتجارة إضافة إلى وزير السياحة والثقافة مع عدد من ممثلي الأحزاب التركية.