عربي وعالمي

رسميا إسرائيل دولة عنصرية ديمقراطية لليهود فقط

سيناقش الكنيست الاسرائيلي الاسبوع المقبل مشروع قانون اقرته الحكومة يوم الاحد الماضي ينص صراحة، وللمرة الاولى، على ان اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي لاغيا مكانة اللغة العربية كلغة رسمية، ومسقطا حق المواطنة، بشكل آلي عن مليون وستمائة الف عربي.
هذا القانون يكرس اسرائيل كدولة عنصرية، تمارس التمييز الديني والعرقي في ابشع صوره، الامر الذي يعني ان جميع المواطنين العرب غير اليهود من مسيحيين ومسلمين، ليس لهم اي مكان فيها، وسيكون مصيرهم في الاعوام المقبلة مصير الافارقة السود في “روديسيا” وجنوب افريقيا، ومصير نظرائهم في الولايات المتحدة الامريكية حتى اواخر القرن الماضي، هذا اذا لم يواجهون مصير الهنود الحمر.
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تزعم اجتماع الحكومة الذي اقر هذا المشروع وقرر التقدم به الى الكنيست لمناقشته واعتماده، قال في مستهل الجلسة “دولة اسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وتوجد فيها مساواة في الحقوق الفردية لكل مواطن، ونحن نشدد على ذلك، ولكن الحقوق القومية تمنح للشعب اليهودي فقط، وهي العلم والنشيد الوطني وحق اي يهودي في الهجرة الى البلاد”.
وعندما يؤكد نتنياهو ان الحقوق القومية لليهود فقط، سواء المستوطنين في الدولة او في الخارج، فهذا يعني ان الديمقراطية والامن والعمل والصحة والتعليم والجنسية هي لليهود فقط، ولا تنطبق على غيرهم.
لا نعرف ما هو رد الرئيس الامريكي باراك اوباما زعيم العالم الحر على هذا القانون العنصري، وهو الذي عانى واقرانه الافارقة مر المعاناة من العنصرية البيضاء في امريكا واعترف ان والده واعمامه كانوا يجلسون في المقاعد الخلفية في الحافلات العامة المخصصة لهم، وممنوع عليهم الجلوس في المقاعد المخصصة للبيض في مقدمة الحافلات.
ولا نعرف ايضا ما هو رد زعماء اوروبا الغربية والشرقية معا الذين لم يتوقفوا مطلقا عن القاء محاضرات مطولة علينا في المساواة وحقوق المواطنة والحريات، ومحاربة سياسات التمييز العنصري بكل اشكالها.
ونحن هنا لا نتحدث عن العرب، أصدقاء اسرائيل نتنياهو الجدد او القدامى، لاننا ندرك جيدا مواقفهم وردود فعلهم، فقد غسلوا ايديهم من قضية فلسطين واهلها، وتنصلوا من واجباتهم الدينية والقومية بل والانسانية عندما قرروا ان الصراع فلسطيني اسرائيلي، ولم يعد عربيا اسرائيليا مثلما كان عليه الحال طوال المئة عام الماضية تقريبا.
نتنياهو قدم خدمة كبيرة للشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية والعالمية الشريفة التي تحارب العنصرية بأشكالها كافة، عندما اماط اللثام عن الوجه الحقيق للعنصرية الاسرائيلية في ابشع صورها، وحصر الحق الديمقراطي لليهود فقط واسقطه عن العرب من المسيحيين والمسلمين، ولهذا لا يجب السماح لاي مسؤول غربي بعد اليوم ان يكرر المقولة الكاذبة حول الديمقراطية الاسرائيلية الوحيدة وسط محيط عربي ديكتاتوري، فلا يمكن ان تلتقي الديمقراطية مع العنصرية الا في اسرائيل.