أقلامهم

ذعار الرشيدي: أعرف ما هي علاقة رواتب الموظفين وكوادرهم ودرجاتهم بانخفاض أسعار النفط.

الحكومة.. تخفض الرواتب إلى النصف! 
بقلم: ذعار الرشيدي 
لا أعرف ما هي علاقة رواتب الموظفين وكوادرهم ودرجاتهم بانخفاض أسعار النفط اليوم، ومن المحاذير التي بدأت تطرحها جهات حكومية لخفض المصروفات عدم تعديل الكوادر والحد من المهمات الرسمية ووقف التوسع في الهياكل التنظيمية والأخيرة بالعربي تعني أن الحكومة تنوي جزئيا وقف تعيين المواطنين.
لا أعلم لم نحن المواطنين سواء موظفون أو «بطالية» من عليه أن يتحمل كارثة انخفاض أسعار النفط؟ طبعا كل هذا يحدث وسيحدث بالتزامن مع اعلانات غير مباشرة من مسؤولين كويتيين وخليجيين عن النية لرفع الرسوم ورفع الدعم عن بعض المواد، وفي ذات الوقت، أعني في ذات الوقت الذي تستعد فيه الحكومة ـ ولو تلميحا ـ إلى مد يدها الى جيوبنا جراء الانخفاض الذي لا دخل لنا فيه لا من قريب ولا من بعيد، تعلن الحكومة وبملء فيها وبتصريح واضح لا يقبل الشك على اثنين أنها مستمرة في خطة التنمية الثانية (طبعا الأولى لا أحد يعرف أين ذهبت)، وفي الوقت ذاته تستمر المنح والهبات، الأولى هو اعلان الحكومة رسميا وقف خطة التنمية وإعادة توجيه أموالها الى النواقص المالية التي يرون أنها ستظهر في حال استمرار انخفاض اسعار النفط.
***
الحكومة وبقراراتها «التلميحية» المنتظرة لرفع الرسوم ورفع الدعم وربما فرض ضرائب هي وبشكل غير مباشر تقوم بخفض رواتبنا إلى النصف، وهذه حقيقة. الحكومات السابقة لم تتدخل أبدا يوما في جنون أسعار الإيجارات التي تلتهم أصلا نصف دخل الأسرة الكويتية السنوي ولم تقم بمحاربة غول غلاء الأسعار، وتركت كل شيء يرتفع دون مبرر، واليوم عندما انخفضت اسعار النفط تركت كل شيء وأدارت بصر «تعديلاتها» نحو جيوب الموظفين.
***
25 عاما وأنتم تبحثون عن بديل للدخل عن النفط، واليوم عندما انخفضت أسعاره ألم تجدوا بديلا للتعويض سوى من جيوبنا؟
***
المسؤولية على الحكومة اليوم مسؤولية أخلاقية بالدرجة الأولى وهي ألا تحملنا مسؤولية انخفاض أسعار النفط وألا تحمل نفسها المسؤولية ايضا، بل عليها ان تخرج بإعلان صريح بأن دخل المواطن لن يمس وخاصة أن ملاءة البلد المالية ستظل بخير حتى لو وصل سعر البرميل إلى 40 دولارا وهذه حقيقة حسابية لا تقبل الشك.
***
بعيدا عن النظرة التشاؤمية العامة التي تحكم الأوضاع الحالية في ظل انخفاض سعر النفط، فالواقع أن الكويت ستظل بخير ولن يحدث شيء ولن تتوقف التنمية ولن يتم فرض ضرائب أو رفع الرسوم ونحوها، شهران فقط وستعود أسعار النفط إلى الارتفاع أو على الأقل سيتوقف انخفاض أسعار البترول.