إبراهيم الشيباني: موت الشعوب وتهجيرها وتعذيبها عندهم ليس إلا من السياسة المخطط لها.

الاسم: د. محمد بن إبراهيم الشيباني 

«إقامة أوروبا والغرب دولة إسرائيل سنة 1948 فأوروبا المسيحية هي التي أقامت إسرائيل اليهودية، ولكن الدين ليس هو القضية، وإنما كانت القضية كما تعرف الآن سياسية استراتيجية اقتصادية: موقع متقدم للغرب، في قلب عالمنا، يتحكمون من خلاله في شؤون المنطقة ذات الأهمية الفريدة في العالم» (أحمد بهاء الدين).

إذاً، كل ما تفعله إسرائيل الصهيونية، وهي دولة تطبق سياسة أميركا والغرب، كما قال

د. أحمد بهاء الدين مدير تحرير مجلة العربي الأسبق.

استطاع رجال هذه الدولة أن يتفننوا في أذى العرب المسلمين وغيرهم طيلة فترة الاحتلال من عام 1948 إلى يومنا، ولو كان الشعب المحتل غير الشعب الفلسطيني لانتهى وقضي عليه جراء القتل المستمر منذ تلك السنين، ولكنه الشعب الفلسطيني الذي أعطاه الله سبحانه ميزة لا توجد في الشعوب الأخرى وهي التوالد، فيموت من هنا آلاف وبطون من هناك تدفع أكثر من الذي مضى وقضي عليه، حتى إذا جاء الوعد الزمني المضروب في الصحف القديمة والقرآن، كان هناك من الأعداد التي تفي بأن تقوم عليها دولة.

نعم أميركا والغرب زرعوا الكيان الإسرائيلي، وما زالوا في رعايته وصونه بأن يبقى قوة ضاربة، وهو مكر مكروه، ولكن ليس كل مكر يسلم، أي ليس كل ما دبر بليل يكون كفلق الصبح صحيحاً.

وإذا قلنا إن إسرائيل زرعت لمصالحهم كافة، فإن هناك من الدول العربية وغيرها في الشرق الأوسط من ترعى مصالح أميركا والغرب أكثر من إسرائيل نظير البقاء في الحكم والمحافظة على الكرسي، وما أكثرهم في عالمنا المشرقي! ولكن مع كل ذلك الولاء لا تثق أميركا والغرب بهم وتفضل غير العرب الأكثر ولاء، وهي إيران مثلا، ولا تختلف إسرائيل وإيران على ذلك الولاء، فقد جربت إيران في العهود الماضية فكانت أحسن حارس للمنطقة، وما العداء الظاهر إلا ربما فن من فنون المناورة واللعب السياسي، فلم يكن هناك عداء باطن في يوم من الأيام مع إيران.

نخلص من كل ذلك إلى أن منطقتنا ذات أهمية قصوى للجميع فسيحافظون عليها أكثر من أوطانهم، وما يجري لم يمس شيئاً من مصالحهم فموت الشعوب وتهجيرها وتعذيبها عندهم ليس إلا من السياسة المخطط لها بين الجميع مسبقا. والله المستعان.

* * *

• «الكويت دولة ولدت خيرة، بسبب يسر مواردها، وحكمة قادتها. وطيب أرومتها».

(د. أحمد زكي).

د. محمد بن إبراهيم الشيباني