عربي وعالمي

ضابط سوري منشقّ: حفتر يحاول تجنيد بعضنا لصالحه

يبدو أن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ليس بحاجة فقط إلى دعم مادي وسياسي إقليمي، لكنه بات بحاجة ماسة إلى مقاتلين في حربه ضد كتائب ليبية مختلفة. 
وهو الأمر الذي دفعه إلى محاولة تجنيد ضباط سوريين انشقّوا عن النظام ووجدوا أنفسهم بدون عمل، نتيجة تخلي قيادات المعارضة عنهم.
وفي هذا السياق، يكشف الضابط السوري المنشق عن النظام العقيد الطيار فايز الحسين، عن عرضٍ مغرٍ من حفتر بـ”قيمة عشرة آلاف دولار شهرياً مقابل العمل في ليبيا كطيار في صفوفه”، وفق ما أكد لـ”العربي الجديد”، لافتاً إلى “وجود أكثر من 3000 ضابط دون عمل، ولا أحد يعطيهم اعتباراً”.
 
وأضاف: “أحد زملائي قدم لي العرض، ويتم التهريب بطريقة فردية وغير معلنة”، موضحاً أنه نشر هذا الموضوع “تحذيراً لزملائي من أن يقعوا في براثن تجار الحروب والتوعية فقط، بعيداً عن التوسل لأحد”.
وكتب الحسين في صفحته الشخصية، على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “نحن الطيارين المنشقين.. جوعونا وأقصانا الداخل والخارج. واليوم يستغل حالنا هذا أعداء الإنسانية، فقد تلقيت أنا شخصياً عرضاً مغرياً براتب 10 آلاف دولار شهرياً، مقابل العمل في ليبيا كطيار حفتري مرتزق”.
وأضاف الضابط المنشق عن النظام السوري بعد عام من انطلاق الثورة السورية، “إذا ذهبت فماذا ستقولون عني، لماذا تقولون باع نفسه ورخيص وعميل؟ لماذا كلكم يعمل حسب مصلحته، والكل يريد إبعاد الضباط عن المشهد السوري، لماذا طلبتم منا الانشقاق كهرة حبستموها، لا تطعمونها ولا تتركونها تأكل من خشاش الأرض”.
وحمّل الحسين “الأركان والائتلاف وراء كل هذا، سعينا إلى تسلّم زمام المبادرة على الارض، وهم يعرفون وضعنا بالتفصيل”.
وأوضح أنه “يجب أن يسأل أي شخص نفسه عن ضابط انشق من أربع سنوات، من أين يصرف، خصوصاً أننا لا نستطيع أن نعمل أي عمل، ولدينا عزة نفس من أن نتسول، نحن حوالي 3000 ضابط، لم يقل لنا أحد السلام عليكم”.
في المقابل، أشار نائب قائد هيئة الأركان في الجيش السوري الحر العميد أحمد بري لـ”العربي الجديد” إلى إن “العرض المقدم للضابط للقتال إلى جانب اللواء خليفة حفتر مقابل عشرة آلاف دولار غير معقول وغير منطقي”، لافتاً إلى “أننا في الاركان ليس لدينا إمكانات أن نقدم شئاً لأي شخص، فقد تلقينا مبلغاً قدره 500 ألف دولار لمرة واحدة، وزعت لشهر واحد، وأعطي لكل ضابط مبلغ مئة وخمسين دولار”.
وأوضح أن “هناك خمسة آلاف ضابط، إذا أعطي لكل ضابط 200 دولار، من في الداخل قد تكفيه لكن في الخارج لن تكفيه، ونحن غير مخصص لنا في وزارة الدفاع سوى عشرة آلاف دولار”، مؤكداً أن “مشكلة التمويل هي المشكلة الرئيسية، فنحن نعتمد على الدول المانحة، وبعد تعطيل الائتلاف للحكومة، لم يعد يأتي للحكومة شيء، وبالتالي الأركان غير قادرة في الوقت الراهن على أن تقدم شيئاً، وإن حصلنا على تمويل فسنستوعب الجميع”.