عربي وعالمي

طالبان قد تلجأ إلى الانتقام
حملة اعتقالات تطال الآلاف في باكستان يشتبه في علاقتهم بجماعات محظورة

وضعت وزارة الداخلية الباكستانية حوالى 6700 شخص رهن الاعتقال الاحترازي، للاشتباه في صلاتهم بجماعات “متشددة محظورة”، ما قد يؤدي إلى ردود فعل في ظل تهديدات حركة «طالبان» بالانتقام من إجراءات الحكومة والجيش التي أعقبت قتل الحركة 149 شخصاً غالبيتهم تلاميذ، في هجوم شنته على مدرسة ببيشاور في 17 الشهر الجاري.

جاء ذلك غداة إقرار الحكومة والأحزاب الرئيسة في البرلمان الباكستاني خطة لإنشاء محاكم عسكرية خاصة، «تسمح للجيش بمحاكمة جميع المتهمين بارتكاب أعمال إرهابية ضد مراكز عسكرية أو مدنية، وتوسيع ملاحقة الإرهابيين في أنحاء باكستان»، ما يشكل تغيراً في سياسة إسلام آباد للتعاطي مع الجماعات المسلحة المنتشرة في منطقة القبائل، المحاذية للحدود مع أفغانستان ومناطق أخرى.

وبدأ المدعي العام استشارة حقوقيين وقانونيين وأحزاب لمناقشة التعديلات الدستورية التي يجب اتخاذها من أجل إقرار إنشاء محاكم عسكرية للإرهاب. كما يستعد الجيش لتشكيل قوة خاصة لمكافحة الإرهاب، تنتشر في كل المحافظات لمواجهة الهجمات الإرهابية، بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية وباقي أجهزة الأمن، لضمان وصول المعلومات مباشرة.

إلى ذلك، أمرت محكمة في إسلام آباد بسجن إمام «المسجد الأحمر» في المدينة الملا عبدالعزيز، من دون السماح له بالخروج بكفالة،علماً أنه كان هدد بمسيرات في أنحاء البلاد، رداً على تظاهر ناشطين أمام المسجد احتجاجاً على رفضه إدانة مذبحة بيشاور. وتحدث الناشطون عن تلقيهم تهديدات عبر الهاتف من فصائل في «طالبان باكستان»، تشير وفق قولهم إلى صلة الملا عبدالعزيز بالحركة.

وفي تطور آخر، أعلنت الحكومة أنها توصلت إلى اتفاق لإطلاق حوار مع حزب «حركة انصاف» بزعامة عمران خان، والاتفاق على تشكيل لجنة قضائية لبت تزوير رئيس الوزراء نواز شريف انتخابات العام الماضي، أو العكس. وكان عمران خان أوقف اعتصاماته في أنحاء البلاد بعد مجزرة المدرسة التي أعقبها إجماع كل الأحزاب على دعم الحكومة والجيش في التصدي للجماعات المسلحة.

وينتظر صدور مرسوم رئاسي بإعلان تشكيل اللجنة القضائية لمنع اعتراض المحكمة العليا التي منحت اللجنة الانتخابية المركزية فقط حق النظر في كل طعون الانتخابات البرلمانية.

ميدانياً قتِل سبعة مسلحين في غارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار على مواقع لفصيل «طالبان البنجاب» في منطقة شاول في إقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب). وكان الفصيل أعلن قبل أكثر من شهرين، وقف عملياته ضد الجيش الباكستاني والتركيز على دعم حركة «طالبان» الأفغانية.