كتاب سبر

عندما وقف البغل خطيبًا !

تجاوزنا خبث الليبرالية أو -الإلحاد الخجول- بعدما فاحت رائحتهم النتنة وانتشرت في الأرجاء وأزكمت الأنوف… ولكن أتت رائحة نتنة بل أشد نتانة من رائحة الليبرالية، وهي قريبة منا ونشمها في كل مكان ويعج بها تويتر ، إنها رائحة البغال المنبعثة من الحظيرة، فقد تم فتح باب الحظيرة على مصراعيها لتخرج البغال في الشوارع والأزقة وعلى ظهورها خبث الليبرالية، وظلم الطغاة ، ومشروع عبودية الغرب، محمول ومثبت بإحكام.!  
أنهم أدعياء السلفية الذين اختزلوا الدين في طاعة ولي الأمر فقط ، وبل قدموه على نصرة الإسلام والمسلمين… إنهم قوم يعشقون العبودية وجلد الذات طلبًا لرضى الحاكم ، وقد أضافوا شيئا من القدسية على الحاكم ، وهم في طور عصمة الحاكم من الخطأ والزلل..!!
نعجب من هذه الجرأة التي يملكها هؤلاء الأدعياء عند الدعاء لله في سجودهم طلبًا لإصلاح أمورهم الدنيوية والأخروية وهم يتجاهلون معاناة المستضعفين من المسلمين في سوريا وبورما وأفريقيا الوسطى وفلسطين، ويتجاهلون الإساءة للدين والرسول، ولم يكتفوا بذلك بل حرضوا السلطات على كل مسلم يغضب نصرة للمستضعفين وللدين والرسول، لأنها بزعمهم فيها إغارة للصدور على السلطان والسلطات، وفيها تهلكة للنفس إذا تمت المشاركة في هذه النصرة !!
فقد وقف البغل يومًا خطيبًا بالمسلمين ، فقال: إياكم والنصيحة ففيها إغارة للصدور، وإياكم والاقتراب من الأخطار المحدقة بالمستضعفين المسلمين ومساعدتهم بالتبرعات المالية أو العينية ففيه هلاك للنفس فضلًا على أنها تعتبر مساعدة للإرهابيين الذين قد يهددوننا بالسلاح مستقبلًا !!، وإياك إياك التلفظ باسم هذا الذي يُسمى بالجهاد فلم يأتي بالخير يومًا على المسلمين !!  … ثم جلس البغل بعد خطبته العصماء وبعد أن التقط أنفاسه قال: لا مانع من التجاهل التام لكل ما يفعله الغرب بنا، ولا مانع من الخضوع والانحناءة لهم قليلًا، ولا مانع أيضًا من التغافل عن زلات الليبرالية ونشر إلحادهم الخجول إن كان ذلك لايغضب سادتنا، ولا مانع من التمرغ قليلًا في الوحل أمام أمريكا وربيبتها إسرائيل حتى ندخل السعادة والبهجة في قلوب سادتنا… ثم رفع البغل عينيه وحدق بالقطيع قليلًا ثم قال: وإن كان هناك فرصة لتسلية كل كافر وطاغية وماجن فلا مانع من حملهم قليلًا على ظهورنا حتى “ينبسطوا” فيكفوا أذاهم عنّا … وهنا ختم البغل الخطيب بهذه الحكمة: وما كان قولي هذا إلّا لتستمر الحياة وتدب العافية في أوصال قطيع الحظيرة العربية والإسلامية.! 
‏?@ibn_khumyyes