أقلامهم

إبراهيم المليفي: التفاؤل لا يُصنع بالخطابات والوعود.

الأغلبية الصامتة: يمهل ولا يهمل 
كتب المقال: إبراهيم المليفي
 لن أتعمد مخالفة حالة التفاؤل بإمكانية حل ملف شبهات التجاوزات على المال العام في مؤسسة التأمينات الاجتماعية، ذلك أني إنسان مثقل بتاريخ من الإحباط والنهايات المكررة التي ينقلب فيها الحق إلى باطل والباطل إلى حق، إنسان ما زال مجروحا من قضية الناقلات وقضية انتفاخ حسابات بعض النواب في حقبة حاتم الطائي.
أنا إنسان واقعي أعلم أن من ليس لهم “ظهر” سيلاحقون بسبب كلماتهم بعد فترة قصيرة على “التغريدات” الانتقادية التي يكتبونها هذه الأيام سخطا على أموال الـتأمينات، كيف تسربت ولمن ذهبت؟ لست منجما ولا متشائما أنا فقط أسأل بتحدٍّ، أعطوني مثالا واحداً لسارق دخل السجن، حتى أستطيع الفرح مثلكم هذه الأيام.
إن التفاؤل لا يمكن أن يُصنع بالخطابات والوعود بل بالأمثلة الصارخة والخطوات الواضحة، ما زلت أذكر كيف خطا الملك المغربي الراحل الحسن الثاني خطوة مهمة في تأكيد حيوية ومصداقية النظام الديمقراطي المغربي، عندما أتى نهاية تسعينيات القرن الماضي بالمعارض الاشتراكي عبدالرحمن اليوسفي لرئاسة الحكومة المغربية، وهو المعتقل والمسجون والمنفي سابقا، في خطوة أعادت الأمل للشعب المغربي بإمكانية التغيير للأفضل.
إن خطوة قد تبدو مستحيلة مثل تعيين السيد فهد الراشد رئيساً لجهاز مكافحة الفساد، كفيلة بأن تقتطع نصف حالة التذمر التي يعانيها “المتحلطمون”، علما أن السيد الراشد شخص مؤهل لهذا المنصب، والمسألة ليست ردود أفعال، ولكن في ظل هيمنة أعراف مبهمة لتعيينات القياديين في الدولة أعلم تماما أني أعيش في أحلام وردية.
تريدون مني الفرح وربما الشماتة بأشهر حرامية للمال العام في الكويت، وما حصل لهم باختصار أمر خارج عن سياق استرداد ما سرقوه، ويتعلق بصراعات فيلة سياسية ليس لنا فيها ناقلة ولا ورق.
المعذرة من الجميع، افرحوا هذه الأيام، وأتمنى حقا أن أفرح معكم، ولكني سأنتظركم جميعا عند محطة التاريخ وفوقها علامة مستطيلة مكتوب فيها “الحرية لمن فتح حلجه”.