سبر القوافي

خير خلف لخير سلف

قدر الله وما شاء فعل، أحسن الله عزائكم وعزاء العالم قاطبة بفقيد هذا الرمز الفريد والمخلص لدينه وشعبه، إن رحيل خادم الحرمين الشريفين -رحمه الله- أظهرت ما مدى شعبيته الجارفة، ومحبته الصادقة في كافية انحاء العالم، وكيف استطاع بحنكة وصبر، وحكمة ودهاء، وتوفيقا من الله في تسيير كثيراً من الأمور المتعثرة في العالم العربي والإسلامي على أكمل وجه! 
إذ كيف تمكن فقيد العالم الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- من كسب قلوب الملايين من شعبه بكلمات قصيرة يغلب عليها العفوية والفته الإنسانية، فمواقفه الإنسانية منحته وسام «الأبوة العربية» عن جدارة واستحقاق.
يقول أحد المهتمين في المجال النفسي: (إن خادم الحرمين الشريفين شخصية اجتماعية تمتلك ذكاء عاطفيا، استطاع من خلاله جذب القلوب حوله، حيث أنه لم يعتبر العلاقة بينه وبين شعبه علاقة حاكم ومحكوم، بل عد أبناء هذا الشعب أبناء له، مما استحوذ على حبهم له، فهو يمتلك حسا اجتماعيا عاليا جدا، تعدى حدود المملكة إلى الدول العربية والأجنبية، لأنه معطاء بطبعه( 
كما نفى بعض الألقاب والمسميات التي دُعي بها وذلك خوفا من الله وتقرباً إليه، كان يقول: (ملك القلوب أو ملك الإنسانية ، أرجوكم بأن تزيلوا هذه الألقاب، الملك هو الله .. هو الله ، ونحن عبيد لله وحده .) 
إن هذه العبارات تظهر لنا كيف للملك أن يغشى من الملك الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وكيف يكون ناصحا ومذكرا لشعبه بطريقة متواضعة ومهذبة قلما نجدها عن القادة الاخرين .
رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ووفق الله وسدد خطى الملك سلمان بن عبدالعزيز فهو بعون الله خير خلف لخير سلف.