بورتريه

بورتريه
رانيا السّعد.. “ثورة شعب” في جسد و روح امرأة..!

تنتمي إلى “العالم الحُر”.. تغريداتها ضد من  “تقصدهم” كـ”اليورانيوم” المُشِع.. ومَن أكثر منها يُجيد تخصيب اليورانيوم “المدفون”..؟! 
في سبيل رأي حُر لا تكترث بالضجيج والاستهجان، لأن من يعبّر عن رأيه وهو في عيْن العاصفة والإعصار لن يخشى العاصفة ولا عينها الغاضبة ولا شدّة الإعصار.. تَشتَمُّ في كلماتها عبير “التغيير” نحو الأفضل.. وحين “تُغرّد” ضد “السُّلطة” وممارساتها تشعر بأنها لا تغرّد بواسطة “أجهزة ذكية” بل بقلمٍ صار يُشبه رُمح “مارجرجس” وهو يطعن “تنين” الفساد الذي يريد أكل الوطن بخيراته.   
عجَزَ “الفاسدون” في البلاد عن ترويض رأيها فكلماتها ليس لها لِجام..  كلماتٌ تجري كـ حِصان برّي ومن يجرؤ يوماً أن يضع لجاماً في فمِ جوادٍ متمرّد أو يحاول أن يكبح     جِماحه وعنفوانه..؟!
رانيا السعد (ولّادة).. مُدوّنة وناشطة سياسية وروائية.. أخذت من “ولّادة بنت المستكفي” الأندلسية اسمها الأول وشخصيتها “المُشاكسة”.. عاشقة للشعر وهبها الله كما تقول بزوج شاعر لا تنام قصيدة من قصائده قبل أن تتناول العشاء معها.. تُمشّط له قوافيها ومنها تعلّمت فن “الحريّة والتمرّد” وتحررت من سجون التقاليد والنفاق.
حياتها مرتّبة في استغلال كل دقيقة وساعة من يومها بين الاهتمام بعائلتها وخاصة ولدها “ناصر” المصاب بمرض “السكّر” وبين نشاطها الثقافي والأدبي والسياسي.
“حادّة” و “مباشرة” حين تتحدث عن السياسة والهم العام.. ترى نفاق البعض لـ “الحُكّام” في عالمنا العربي نوعاً من الذل وسوء الأخلاق الوطنية وقلة التربية الديموقراطية وضحالة المحتوى الانساني واضمحلالاً في الذوق والكرامة.
تتربّصها “السُّلطة” بتهمٍ ملفّقة وقضايا “كيديّة”.. يحاول  “الفاسدون” نهشها بتشويه سمعتها والطعن في عرضها.. منعت لها وزارة الاعلام روايتها الأخيرة “مدى” وهي الرواية الثالثة لها التي صدرت عام 2013″ عن الدار العربية للعلوم”، وثّقت فيها الأحداث التي شهدتها الساحة الكويتية والحراك الشبابي المعارض في أعقاب صدور مرسوم الصوت الواحد.
دخلت رانيا السعد ورنا السعدون وهنوف الساير التاريخ في صفحاته الساخرة من “غباء” الحكومات حين وجّهت وزارة الداخلية لهنّ اتهاماً بالاعتداء على القوات الخاصة..!!
اعتادت “أم ناصر” على تُهمٍ وُجّهت ضدها تتعلق بالحراك السياسي والتجمعات والمسيرات أو بسبب آراءها السياسية في “تويتر”.. حتى حين “تمزح” يُحكم عليها بالسجن ثلاثة أشهر و200 دينار لوقف النفاذ..!!
تغريداتها مُراقَبة يهابها “كل من على رأسه بطحه”.. وإشارات استفهامها وعلامات تعجّبها تُقلقِهم..!! تساؤلاتها تحرّض على “الثورة”..! نجد في “لماذا” قسوة وهيْبة.. وفي “كيف” التحدّي.. وفي “متى” الشّك والتمرّد.. وفي “هل” جبروت لا مثيل له في نواصي الكلام.. وما أعنف الكلام الذي يتسلّح باشارات الاستفهام..!
رانيا السّعد.. “ثورة شعب متكاملة” في جسدِ وروحِ وعقل امرأة.. حين نقرأ ما تَكتُب عن سيكولوجية الشعوب الحرّة يصيبنا اليقين أن “الغضب السّاطع آتٍ”..!