أقلامهم

ناصر المطيري.. يكتب: مواطن للبيع!!

هل يعقل أن يصل الأمر أن تصبح الوطنية سلعة ويصير الانتماء بضاعة تباع وتشترى بالمال؟ أم هي نفوس مريضة تلك التي تنشر ثقافة الإقصاء والاحتقار للناس وتحتكر الولاء والانتماء لها، الإساءة التي ينشرها أولئك المرضى ليست للمواطنين بل هي اساءة بالغة للوطن العزيز، وطعن في المشاعر الوطنية وتحقير لمفهوم الوطن ومعناه في القلوب.
عيب أن تتناول بعض الوسائل الإعلامية مسألة المواطنة من جانب الكلفة المالية واعتبار المواطنين أعباء على الوطن فهذا امتهان للوطن والناس ولايعكس إلا النظرة الضيقة والدنيئة لمن يحمل مثل هذا الطرح، الوطن ليس شركة بحسب مفهومكم المادي الجشع، الوطن ليس ناديا لذوي الدماء الزرقاء تقبلون وتفصلون من تريدون من عضويته، الوطن أكبر منكم، يتسع للجميع بحب وألفة لا بحسد وعنصرية.
إذا كان المواطن الكويتي العادي في نظركم عبارة عن «كذا مليون دينار» تكلف الدولة، ترُى كم يكلف الدولة مواطن غير عادي من ذوي المليارات والنفوذ من فصيلتكم؟ كان الأجدر بكم أن تتساءلوا كم يكلف الدولة بعض التجار الفاسدين جراء مشاريعهم الفاشلة؟
تكلفة الفساد الذي يستشري أضعاف تكلفة مليون مواطن لمدة عشر سنوات لو حسبتموها على طريقتكم.
المؤسف في الأمر أن مثل هذه الطروحات البائسة تصدر عن مؤسسات إعلامية كان لها صدارتها في زمن مضى، حيث حملت المبادئ الوطنية وتبنت الطرح الموضوعي المتزن، ولكنها اليوم وبكل أسف تنزلق إلى مستويات متدنية في انتكاسة إعلامية لاتعكس إلا ما تنطوي عليه بعض النفوس المريضة من حسد ومشاعر أنانية وثقافة اقصاء للآخر.
اعلموا ياسادة ان للوطن ثمناً يفوق ماتتصورون، فمن هو ولاؤه لجيبه وديناره ليس كمن ولاؤه لتراب وطنه يفديه بروحه ويقدم له الدماء والشهداء والعمل والإخلاص، بل ساء ماتحكمون.