أقلامهم

آمال عربيد: هل «داعش» و«القاعدة» يشكِّلان أزمة وجود للسنّة؟

أدركت معظم الأنظمة العربية خطورة استمرارية تلك التنظيمات الجهادية وضرورة استئصالها.
يشكل التطرف الديني الإسلامي أزمة كبرى لأهل السنّة باختلاف تسمياته: السلفيون (ابن تيمية القرن 13 – 14م)، «الإخوان المسلمين» ر(1928م)، «قاعدة» بن لادن، «داعش» العراق وسوريا، جبهة النصرة وغيرها.. وتنوع نهجه بين سلمي يقتصر على التربية الدينية ونشر الدعوة، أو جهادي يرى في الحرب ملاذه الوحيد للنصر، وبين عقائدي يهدف لتطبيق الشريعة الإسلامية من خلال الحكم والسلطة مهما كلفت من دماء وتضحيات، ونبذ وتكفير كل من لا يرضخ له من شعوب ودول، ورغم عدم انسجام تلك التنظيمات الدينية الجهادية والتكفيرية والعقائدية مع المجتمعات العربية والمسلمة المعاصرة وتطورها العلمي والمعرفي لمواجهتها لها، لتغاير أهدافها وطموحاتها المستقبلية المخططة للسيطرة على العالم والعودة بها إلى عصر أمجاد الفتوحات الإسلامية.
لذا، قد يعيش معظم السنة اليوم أزمة وجود مع انحراف تلك التنظيمات الدينية من جمعيات سلمية منظمة ترضخ لقوانين الدول المسلمة السنية ورعايتها، إلى تنظيمات متطرفة عسكرية جهادية مسلّحة بالأسلحة الثقيلة المتطورة، مناهضة للحكم وللعيش المشترك، وساعية لتفردها بالحكم وعزل المعتدلين في نهجهم الإسلامي أو العلماني مع الدول العظمى المغايرة لمذهبهم والدول الإقليمية العربية والمسلمة، ومحوّلة أي ثورة شعبية إصلاحية للفساد إلى جبهة مسلحة تقض موازين أي حكم كان! ولتزرع المنطقة بالفتن الطائفية والمذهبية كأزمات مشتعلة وموقوتة تدفعها ساعة تشاء! 
إذاً، أدركت معظم الدول العربية خطورة استمرارية تلك التنظيمات الجهادية وضرورة استئصالها، رغم رعاية بعضها لها واستثمارها بها لإحباط أي حركة قومية عربية أو ديموقراطية مؤثرة فيها ولإثارة القلقلة بين بعضها البعض للتفرد بالقيادة الإسلامية في المنطقة، ممّا جعلها تتسلح بأخطر الأسلحة بأموالها وتتوحد وتنصهر بتنوعها ومسمياتها تحت سلطة «داعش» الذي أرهب شعوبها الآمنة بوحشيته، ثم تهديده لكيانها الوجودي، عدا إرهابه بتفجيراته في الدول الكبرى، وهو الذي جيّش دول العالم لمحاربته في كل بقاع الأرض، ممّا عرّض هوية المسلمين السنّة إلى خطر الترهيب القسري الدولي بترحيلهم أو اضطهادهم خوف ولائهم لـ«داعش» رغم علو الأصوات الدولية المعتدلة مع الإسلام.
إذاً، يعيش السنة اليوم حصاراً إعلامياً ودولياً يدفعهم الى القضاء على «داعش»، وتضييقاً جيو – استراتيجي من الهلال الشيعي الإيراني في العراق واليمن وسوريا ولبنان لإلغاء دورهم في المنطقة، ومن إرهاب «داعش» الذي يهدد أركان شريعتهم وشرعيتهم الإسلامية المعتدلة، عدا العدو الإسرائيلي المتربص بسقوطهم، الأمر الذي يحث الدول الإسلامية جمعاء على توحيد قدراتها العسكرية للقضاء على مراكز «داعش» أولاً، واستئصال البيئة الحاضنة له بتأهيل المناطق الفقيرة وتمويلها بالمشاريع الحكومية لنهضتها، وثانياً بالضغط الدولي على إيران وتفعيل المفاوضات معها للحد من توسّعها بالمنطقة، علّها تفرض توازنها الاستراتيجي مجدداً!
أدام الله عزّ الكويت، أميراً، حكومةً وشعباً، في عيد تحريرها وعيدها الوطني!