سبر القوافي

سُجونَنا هي اوطانُنا

في عالَمِنا العربيّ 
سُجونَنا هي اوطانُنا 
نُسْجَن لِأنّنا نَحلُم 
ان لا تَكون 
سُجونُنَا هي اوطانُنا 
___
في اليوم الاول 
احتضن  القُضبان كثيراً 
وتَصالَح معَها 
فلا ذنبَ لها ان تَحتَجِزُكَ
رُغماً عنها لا بأرادتها 
وابتسم لها ولا ترهبها 
وابلغها انك تصفح عنها 
لان الله خلقها نفعا 
وارادها الشيطان ضراّ
وصافِح جِدارَ في ميمنتك
وأَخبِرهُ عن ماهو   اسمكَ
فهو الان اصبح  جارَك 
واجلِس معهُ لِتسليه 
بحديث عن ماضيه 
وان سألك عن مافاته 
ابلغه 
عن حالِ العالمِ 
كيف كان وكيف اصبخ
فهو مشتاق لان يعرف 
ماذا حل بوطن ينزف 
و هنالك جدار تجده  خلفك 
لا تنساه فهو يخجل من ظلك  
اسأله عن رجلٍ قبلك 
رحلَ بعد ان كان يسبقك
بنضاله خلف حريته
ونالَ بوفاته ما يحلم 
ان يكسر قيد يؤلم 
من ينتظره في الخارج 
سجنوه سنون عدة
بعد ان صرخ  بأعلى 
صوته 
كيف يسرق مني احلامي 
من اقسم انه سيحميني 
وانظر للاعلى قليلا 
ستجد هنالك نافذة 
يقف عليها عصفور 
ينظر اليك ليعرف ما امرك 
يريد ان يحمل قصتك 
من بلده الى بلد المهجر 
فهنالك شخص يشبهك 
يسأل ان كان هنالك احد  مثله 
يجلس في زنزانته وحده 
ينتظر ان يكسر قيده 
ولا تنسى السقف
ارسِم فوقهُ بمُخيلتكَ
نجما يحمٍل صورة?
والدتك 
ووجهُ تعرفه وتعشقه 
يُزين قمرآ انت راسمه
ولا تنسى ان ترسم 
غيمةٌ 
تحملُ  لك كل أحبابك  
طفلك خالك
عمك  اختك  
ويجلس بجانبهم رجلا 
كان  يقف دوما خلفك 
واجعلهم 
يبتسمونَ لك 
حينَ يروك 
ترضى  بما كتبه ربك 
محتسبا بقوته وضعفك
فأنت تهديهم  املا 
يهزم كل الحزن  فيهم 
وفي منتصف مسائك
ستأتيك وجبةِ عشائك 
لا ترفضها لا  ترميها 
تحدّث معها
واستَلطِفها 
فهي في الماضي
وُلِدت لتسبح بأسم خالقها 
فسرقها التاجر من والِدها 
جَشعاً بالمال لا يعشقها 
ليحرمها  من عالمها 
وليعطيها من يدفع اكثر 
من قبل القواد الاكبر 
فالله  احسن ميتتها 
ان اكرمها  في خاتمتها 
ان جعلها  طعاماً 
يطعمك 
لتبقيكَ حيا 
يوماً آخر
في معتقلك 
ستكونُ انت 
طليقا
ولو كنت داخل معتقلا 
فلافكار  لا احد يقدر 
ان يمنعها من ان تنشر 
وتكون منارة ثورتنا 
واما من قام بسجنك
سيعضُّ اصابعَ يدَيهِ
بعد ان نصحته مرارا 
و اخبرته علنا وتكرارا
انك انتَ
صوتُ  امته  
فكيف يسجن صوت الشعب 
  
وحين يحل الصبح كضيف
ستسمعُ  خطواتِ
المارة
اياكَ ابداً
ان تخشاها  
فهل يخشى 
رجلٌ مثلك 
كلبٍ عابر
فلا تهتم  ولا تخشى…
وحين يتحدث 
قائدهم 
ويسألك عن زنزانتك 
يريد ان يقهر ارادتك 
اخبره انكَ في قيدكَ 
تستشعرُ قيمَ  الحريه 
وانَّ الان لا احدَ يملِك
ان يملك قرارك وامرك 
وستري رجالا معه 
يأتمرون 
  تحت آمرته
كلاباً مسعورة تتبعه 
ترجوا منهُ فُتاتَ الخبز 
فالكلب منهم يخشي 
ان لا يأكل بعض الخبزا 
ونسي ان الله قادر 
ان يرزقك في بطن البحر 
نسيوا انه قد 
ابلغنا 
انه  يرزق من يسعى فينا
وان كان في بطن الارض 
واخبره ان 
الحر يقاتل
والعبد يسعى لمذلته  
وارفع رأسك وانت تحدثه
فأنت الان امام سجانك 
يخافك ويشعر بهيبتك 
ويعلم انك انت الحر 
وهو العبد ..
فأنت 
فلم تخسر ابدا 
وكل ما  سوف تخسرهُ 
ان لا ترى 
شعبك يثور 
ويحمل صورتك
وينادي  
الحرية لضمير  الامة  
الحرية لصوت الشعب 
والان انا استودعك 
وادعوا الله ان يمنحكَ
صبراً على ما كتبه لك 
فوالله لم يسجنكَ احدا 
الا  انه كان امرا مكتوبا 
من قبل ان تُخلق من ولدتك
فسلامٌ مني لك  يا قُدوتنا 
الى ان ينقضيا  عامان 
ستجدنا خارج معتقلك 
لنحملك فوق ايدينا 
ونطوف فيك في شوارعنا 
ليراك طفل كاذب
يعتقد انه اصبح رئيسا 
على مجلس كان للامه 
والان اصبح ملك ابيهم 
لا صوت هنالك للشعب

رختون