عربي وعالمي

تايمز: مخاوف من تطهير طائفي في تكريت.. بعد طرد “داعش”

دعا هادي العامري، زعيم منظمة بدر، مقاتلي “الحشد الشعبي”، وهي مجموعة من المليشيات الشيعية التي تلقى دعما من إيران، إلى الانتقام لضحايا مجزرة سبايكر، وهي المجزرة التي ارتكبها تنظيم الدولة ضد القوات العراقية، التي قتل فيها أكثر من ألف جندي العام الماضي، بعد سيطرة التنظيم على مدينة تكريت. 
وفي الحملة التي قالت وكالة “فارس” للأنباء الإيرانية إن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ساهم في التخطيط لها، فإن دخول تكريت وإجبار جهاديي تنظيم الدولة على الخروج منها سيكونان انتصارا رمزيا. 
ومن هنا اختارت الحكومة العراقية إعلان الحملة على المدينة بالتزامن مع الذكرى الـ24 على ما يطلق عليه الشيعة في الجنوب الانتفاضة ضد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، حيث دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب الشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال للثورة على نظام صدام، بعد هزيمة قواته في حرب الخليج عام 1990.
وتقول ديبرا هاينز، محررة شؤون الدفاع في صحيفة “تايمز”، إن دخول مدينة تكريت والانتصار فيها سيكونان رمزيين بالنسبة للحكومة العراقية، التي تحاول استعادة المناطق التي خرجت عن سيطرتها. 
ويشير التقرير إلى أن الأهم من ذلك هو أن تكريت هي المدينة التي ينحدر منها الرئيس العراقي صدام حسين، ولا يزال العديد من أفراد عشيرته البوناصر يعيشون هناك. وكانت آخر مدينة كبيرة تسقط في يد الأمريكيين بعد الغزو عام 2003. 
وتبين الصحيفة أن عزت إبراهيم الدوري، الذي وضعته الولايات المتحدة على قائمة المطلوبين، ولد قريبا منها. ويعتقد أن أتباعه تحالفوا مع تنظيم الدولة في حملتهم للسيطرة على شمال العراق. 
ويلفت التقرير إلى أن صورا على يوتيوب تظهر دخول عناصر من مليشيا “عصائب الحق” إلى قبر صدام حسين، حيث أشعلوا فيه النيران. ويقول أتباع الرئيس السابق إنهم نقلوا رفاته إلى مكان آمن. وكان النظام السابق قد بنى عددا من القصور الرئاسية في المدينة، احتلها الأمريكيون، وساعدت حمامات السباحة وقاعات السينما في الترفيه عن الجنود الأمريكيين الذين اتخذوها ثكنات لهم. 
وتفيد “تايمز” بأنه في غمار الفوضى التي حلت بالمدينة أثناء الغزو الأمريكي، استغل السكان الفرصة ونهبوا ما فيها من ثريات وزخارف ذهبية. وأطلق الأمريكيون على القصور الرئاسية اسم “آيرون هورس كامب”، وبعد ذلك “قاعدة العمليات المتقدمة”. وسلمت القوات الأمريكية المكان إلى قوات الأمن العراقية عام 2005، واحتلها مقاتلو تنظيم الدولة عام 2014.
وترى الكاتبة أن استعادة تكريت تعد خطوة مهمة على طريق تحرير الموصل، إلا أن نشر مليشيات شيعية في قلب المناطق السنية زاد من مخاوف العنف والتطهير الطائفي. 
وتختم “تايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن دخول مقاتلي تنظيم الدولة إلى المدينة العام الماضي ارتبط بمشاعر السخط لدى الطائفة السنية، التي استبعدت واضطهدت من الحكومة الطائفية في بغداد.