كتاب سبر

نصدّر النفط وبعض الطلاسم

أنت لست سعودياً إن لم تُصنف إلى ليبرالي، علماني، رافضي، إخواني، إرهابي، داعشي،
وممكن يتدهور الوضع وتُصنف على أنك يهودي الهوى والهوية .

ليس لروعة التصنيف ولكن هو تكتيك مدروس لسهولة التهام رأي الفريسة بجلدها وعظمها بلا رحمة والهجوم على الفكر وتجاهل الفكرة المطروحة، اقتنعت بذلك عندما وجهت لي إحدى الزميلات سؤالاً عن أفضل البرامج الثقافية التي أتابعها فأجبت بلا تردد “خواطر” وأتمنى أن يترجم الجزء العاشر منة، غيرت بعض أفكاري بسببه، وبينما أتحدث لها عن حلقة “تجارة الموت”، قاطعتني الأخت وقالت ( انتِ عارفة انو الشقيري إخونجي ) ..
صمت ثلاث دقائق وأعلنت الحداد من هول الصدمة، أنا اتابعه بلا كلل ولا ملل ولم تخطر ببالي تلك الأفكار، ولو كان يهودياً لا يهمني ولكن كيف عرفتِ منهجه يا بطلة؟..

قالت: هو صديق طارق السويدان ، تمنيت وقتها أن أكون في وضعية الميت الذي شاهدتة يُحرق في تلك الحلقة من خواطر، زادت فترة الحداد إلى خمس دقائق ، وفكرت في قرارة نفسي هل أتضارب معها أو اتصل على نفسي “على شان” أهرب منها .. استعذت بالله من الشيطان وأكملت: أنا اتابع السويدان أيضاً ، إذا أنت صديقة الإخونجية، ابتسمت لها ابتسامة صفراء وخلصت نفسي بطريقة أو بأخرى لأحتفظ بما تبقى لدي من هدوء وأنا أُتمتم: ( الله يشفيك ).
 
عدت إلى المنزل بمزاج سيء وقصصت على أبي يومياتي واعترفت له أننا أكثر شعوب الأرض تناقضاً، ففي الوقت الذي ندافع فيه عمّن يتهمنا بالعنصرية يخرج جُهّال القوم لينعتوا بعضهم بألفاظ وطلاسم ( 110- 220 – 07 ).. هذه ليست أرقام هواتف بل شيفرات لا يفهمها المجتمع العالمي، وأحياناً أخرى نستصغر بعضنا بعبارات مبهمة ( حجّز – قصمنجي – طعوس ) شاركني والدي بعض العبارات ومسحت بعضها لأن قلمي أكثر خجلاً من مجتمعي.

سأترجم لاحقاً لغير الناطقين بالسعودية المحلية، وبلا فخر صدّرنا تلك الثقافة المخزية إلى الأقطار من حولنا ، والمضحك المبكي أننا نُطلق النار في وجه من يتهمنا بها!. 
…………………….

حجّز / اهل الحجاز
قصمنجي / اهل القصيم
طعوس / اهل البادية
0 7 / اهل الجنوب
110 / الحضر
220 / القبائل

*كاتبة سعودية