أقلامهم

“دلع المفتي”.. لـ”طارق الحبيب”: مع التحية.. هذا المقال مقالي

رائعة يا دكتورنا الرائع.
يا الله يا دكتور كم أنت قريب من الروح وكلام في قمة الروعة. 
الله الله لقد أدمعت عيني وأثلجت قلبي هل في «هو» ينطق بهذا الكلام وهذا الإحساس الراقي.. الله يجبر بخاطرك كما أجبرت خواطر «هي».
كلمات الشكر والتبجيل والامتنان السابقة ما هي إلا عينة من عشرات التعليقات التي نزلت على مقال «الفرق بين هو وهي» على صفحة الدكتور طارق الحبيب البروفيسور واستشاري الطب النفسي في كلية الطب ومؤسس مركز مطمئنة الطبي في الرياض، ومؤلف العديد من الكتب حول التربية الدينية في المجتمع السعودي.
المشكلة الوحيدة في ما سبق أن المقال الذي انتشر على طول النت وعرضها وحوّلته براعة التصاميم إلى لوحات، وعمل منه فيديو، وراح المغردون يقتبسون منه تغريدات، بالإضافة إلى 3530 «لايك» و2057 مشاركة ليس للدكتور المبجل، ولا بقلمه، رغم أنه وضع في صفحته الرسمية وكتب أعلاه «بقلم د. طارق الحبيب».. المقال الشهير ذاك، مقالي أنا، وقد تم نشره باسمي في القبس في 8 يونيو 2008.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم الاستيلاء على مقال من مقالاتي، فما زلت أحارب منذ سنين لاسترجاع حقي في مقال «هل تسمحون لي» الذي تم نسبه على غير الحقيقة إلى الراحل نزار قباني زوراً وبهتاناً، وانتشر على النت، أيضاً، وعمل منه فيديو ونشر على أنه قصيدة شاعرية للراحل، ولكن ذاك المقال نسب إلى ميت، من دون علمه. أما هذا، فقد نسب إلى الدكتور نفسه، وهو حي يرزق، في مخالفة بينة لقانون حماية الملكية الفكرية.
في محاولة لفهم الموضوع وجهت سؤالاً إلى الدكتور حول المقال على موقع تويتر، فانهالت عليّ الاستفسارات والاستنكارات، فانتظرت رد الدكتور، ولكن من أنا ليرد عليّ دكتور عنده 5 ملايين متابع! استنكف السيد شرح الموضوع لي شخصياً، وكتب تغريدة على حسابه في تويتر: «لست مسؤولاً عما ينسب لي من مقولات خارج صفحتي كما أنني لست مسؤولاً عن نفي كل ما ينسب إليّ من غير كلامي، فهو كثير وليس لدي الوقت».
طيب يا دكتورنا العزيز، صحيح أنا لست بأهميتك، ولست بشهرتك، ولكن كان بالإمكان أن توجه تلك الرسالة إليّ شخصياً، فأنا المغبونة هنا، وأنا التي سرقت كلماتي ونسبت إليك وانتشر مقالي باسمك على كل المواقع والصفحات.
أنكرت أن الصفحة صفحتك مع أنه مكتوب في تعريفها الصفحة الرسمية للدكتور طارق الحبيب. وإن كان كلامك صحيحاً، فكان من واجبك أن تخاطب إدارة الفيسبوك لحذفها. ولكن الأدهى أنك، وأنت تنكر كل ما ينسب إليك، لم تنكر المقال، ولو بكلمة، ولم توضح للقراء أنك لم تكتب هذا المقال يوماً. الحال تماما كما لو أحدهم وضع في جيبك مالاً «دون علمك، فاستعملته وألقيت بالمسؤولية على غيرك، ولم تسأل حتى عن مصدر ذاك المال.. إن كان مسروقاً أو أمانة أو أن أحداً أخطأ وعوضاً عن وضعه في جيبه امتدت يده إلى جيبك». هذا بماذا يسمى؟
حقوق الملكية الفكرية هي الحقوق التي تعطى لشخص على منتجات إبداعاته الذهنية، مهما كانت بسيطة، ومن هذه الحقوق «الحق في أن ينسب إليه مصنفه، وأن يذكر اسمه على جميع النسخ المنتجة، والحق في دفع أي اعتداء على مصنفه». ولكن للأسف في عالمنا العربي يستطيع أي كان، سرقة أي نص وحذف اسم صاحبه ونسبه إلى من يريد دون الخوف من قانون ولا عقاب. فالإنترنت «سايبة»، والقوانين لا تمشي إلا على من يمس السياسة و«هيبة» الدول.
دلع المفتي