كتاب سبر

طريق الحق أم طريق أحمد الفهد؟

ظهر الشيخ أحمد الفهد الصباح في مشهد جديد وغريب في الحياة السياسية الكويتية بإعتذاره عن ما يسمى قضية بلاغ الكويت التي كانت الرقم الصعب في الحياة السياسية مؤخراً في الكويت ، وبعد أحداث وسجال كبير في هذه القضية التي تم إستخدام (أسلحة فتاكة) فيها لضرب الخصوم ونتجت عنها جراح كبيرة على المستوى السياسي والجانب الإجتماعي هكذا إنتهت الأمور الى إعتذار من الشيخ أحمد الفهد الصباح ! والغريب في إعتذاره أنه أتى بعد تصعيده الكبير عندما قررت النيابة الحفظ للقضية!! ، فلو قام الفهد بالإعتذار بعد النيابة  وشدد على تقبل أحكام القضاء لقالت الناس بأنه يقدّر دولة المؤسسات مهما كانت ويحترم قراراتها ! ولكن الأعجب عندما يقوم بالتصعيد الشديد بعد قرار النيابة ثم يعتذر بعدها بأيام !! بهذه الصورة الذليلة خاصة لشخص مثل أحمد الفهد صاحب الكبرياء المعروف ! وهذه النهاية المأساوية التي شابهت المشهد الأخير من مسلسل نهاية رجل شجاع ! قابلتها بعض الفئات من عبيد السلطة ومن يسير في فلكها من صاحب مصلحة أو خائف أو مريض نفسي بشوة إنتصار وسخرية من المعارضة وكما قابلتها مجموعات من الحراك المعارض وبعض من يتوق للإصلاح والحريات بنوع كبير من الإحباط والشعور بالهزيمة والخساره ! ، وهذا الشعور يبين حالة الخلل الفكري والفشل المنهجي الذي يعاني منه الكثير من الساعيين للإصلاح السياسي ومؤيديهم ، وكأننا ننتظر الإصلاح السياسي من أحمد الفهد أو ننتظر منه المساندة وهو الذي وقفت ضده المعارضة بقضايا عديدة وشهيرة ، وهنا لابد أن أشير الى مجموعة نقاط تخص هذا الموضوع والحراك عموماً:
1- ظهرت معلومات بشأن تهم تخص الجهاز القضائي وبعض أفراده تتعلق بالذمة بالمالية وتجيير القضاء لأطراف متنفذة وأيضاً تهمة المساس بالحكم والمؤامرة ضده فطالبت قوى المعارضة بلجنة تحقيق محايدة أو مبادرات غير منحازة لأي طرف .
2- أثارت المعارضة هذا الموضوع وتم إتهامها أنها تنفذ أجندة احمد الفهد وقيل أيضاً كيف تقبلون قضية إصلاح من شخص فاسد وتمت إجابتهم أن طرح أي طرح قضية حق أو شبهة واضحة من شخصية او جهة نختلف معها كثيراً أو قليلاً لا يجعل الخلاف معهم أو تاريخهم من أن نترك الموضوع ولا يعني قبولنا بالسماع لأدلتهم وتحركاتهم تزكية لهم .
3- ما صاحبت ردود الفعل العنيفة من السلطة وأطراف الفساد وحواشيهم وحملاتهم وغيرها تجاه كل من يثير الموضوع جعل الكثير من الناس تزداد شكوكها حول القضايا فهل مجرد إشاعات وتلفيقات تهز هؤلاء بهذه الطريقة !! وتعمل هذه الزوبعة!
4- هل يعقل أن من يقيّم ويحكم في قضية تمس جهاز قضائي طرف قريب وجزء منه!؟ اذا كان الكل يثق في نزاهته لماذا لا يذهب الجميع للجان وجهات محايدة لماذا الخوف!؟
5- التشكيك بالمستندات والأشرطة لم يرتقي لمستوى التهم والأحداث وبيان بطلانها لم يعتمد من طريق واضح وجلي وقاطع للشك .
6- لم تعطى الفرصة الكافية للفهد حسب ماكتبه قبل الاعتذار من عرض القضية بكل الإثباتات وتمكينه من بذل وسعه في التحقق من الأدلة بقدر أهمية القضية وحجمها.
7- إجراءات التحقيق مع من تم إتهامهم لا توحي بخوف منهم على مصير القضية وهذا خلاف مع ما يحصل للمعارضة من حيث التشدد والقسوة ومحاولة تعطيلهم والتعسف معهم
8- ماتبشر به الأطراف القريبة من المتهمين بأحكام البراءة والويل لكل من وفع لواء القضية بلاشك كان عنصر إستغراب كبير وكأن الأحكام القضائية باتت بيد كل صحفي أو اعلامي ومهتم ! دون أي إستنكار من الجهاز القضائي أو نفي لهذه التبشيرات! .
9- إعتذار الفهد أو إبتعاده عن القضية لم يكن حدثاً غريباً أو ليس من ضمن التوقعات فكلنا يعلم أن تسوية الخلافات أو التراجعات في تاريخ أصحاب النفوذ بالبلد ممكنه ووارده ،وإعتذاره يتعلق به شخصياً ولا يرتبط بالمعارضة التي كانت أساساً ضد الفهد وحاربته بقضايا كثيرة .
10- يجب التركيز خاصة مع عودة الحراك ولو كان بجهد أبسط من السابق ولكنه جيد من حيث البداية بعد حملات التشويه والملاحقات وسحب الجناسي والحرب الإعلامية في المعركة (غير المتكافئة) بين المعارضة والسلطة وأصحاب النفوذ فيجب التركيز على القضايا المشتركة بين القوى السياسية والفعاليات للإصلاح السياسي والتوعية لها ، وإكمال مشوار التحقق من التهم والسرقات والشبهات عن المال العام والمؤامرات ضد البلاد وولا ينفع غير ذلك من شعارات الإستسلام والعودة لمربع السلطة ودخول المجلس فهو من هواية عشاق الإنتخابات والمناصب وليست طريقة عشاق الإصلاح الإنجاز للبلاد.