أقلامهم

خارج التغطية
سر الموقف العماني!

من الواضح أن هناك تفهماً خليجياً رسميا مشتركاً لموقف سلطنة عمان الممتنع عن المشاركة في عملية عاصفة الحزم ضد اليمن، رغم أن هناك حالة من العتب الشعبي على هذا الموقف الذي يعتبره البعض خروجاً على الاجماع الخليجي، ولكن من ينتقدون الموقف العماني هم غالبا غير مطلعين على خصوصية السلطنة الجغرافية والتاريخية ومن ثم السياسية..
وانطلاقاً من تفهم تلك الخصوصية العمانية تجاه اليمن بالذات فإن حكومات مجلس التعاون الخليجي المشاركة في عملية عاصفة الحزم تلتمس العذر للأشقاء في عمان..
وللعلم فإن موقف سلطنة عمان ليس معارضاً ورافضاً للعملية العسكرية في اليمن ولكنه يقف عند حدود الامتناع، ولو حللنا الموقف العماني لوجدنا أن العامل الأول المؤثر في قرار مسقط الامتناع عن المشاركة هو العامل الجغرافي حيث التجاور الحدودي الكبير مع اليمن والتجانس الاجتماعي والتاريخي مع كثير من قبائل اليمن، ولهذا العامل تأثير لدى القيادة العمانية تضعه محل تقدير وحكمة في التعامل مع الشأن اليمني وذلك نزولاً عند حسابات المستقبل والتداعيات الحساسة التي يمكن أن تنتج وتؤثر في الداخل العماني حاضراً ومستقبلا..
سياسياً لسلطنة عمان نهج سياسي ثابت يمثل عقيدة سياسية تقوم على قاعدة النأي بالنفس وتجنيب السلطنة مخاطر أمنية وعسكرية..
ثم إن معركة عسكرية تدور في شبه الجزيرة العربية تتطلب طرفاً يقف على الحياد ويمتلك علاقات اقليمية مؤثرة من الممكن أن يلعب دور وساطة وبذل مساعٍ حميدة، فلا نستبعد بعد أن تحقق العملية العسكرية في اليمن أهدافها أن تكون مسقط نقطة التقاء وتفاوض لترتيب الوضع اليمني من أجل تكريس الشرعية واحلال الأمن والاستقرار.
لدينا ثقة بالأشقاء العمانيين وبحكمة السلطان قابوس، سلطنة عمان عضو مهم في مجلس التعاون ولها علاقاتها الدبلوماسية الخاصة في المحيط الاقليمي ولها فعل مؤثر نتوقعه في وقت مناسب وقريب.