أقلامهم

بقلم.. خلود الخميس
القرآن والسنة خط أحمر «معاليك»!

قبل أيام قال وزير التربية: ان التطبيقي «مخطوف من الإسلاميين والقبليين»، وإنه سيلغي آيات وأحاديث الجهاد من المناهج المدرسية في خطوات إصلاحية لمنظومة التعليم وللقضاء على الفكر المتطرف، أو كما قال!
ويضيف معاليه: إن الوضع السياسي الآن ملائم لإعادة طرح قانون منع الاختلاط، لأنه مكلف للدولة! أظنه يشير إلى أن المجلس بصام للحكومة!
ولم يوفر نبيل الفضل جهدا أو يضيع وقتا، فبالأمس قدم طعناً في قانون منع الاختلاط وقبله صرح بأنه قانون متخلف، وليس بغريب ذلك على هذا النائب المتحرر الذي لا تتلاءم مشاريعه ورغباته مع المجتمع الكويتي المتدين.
ولكن معالي الوزير، بعد أن هاج عليه الشعب الكويتي المحافظ المتدين، عاد واعتذر في وسائل الإعلام وقال: «فهمتوني غلط»!
هذا شيء من أشياء، وقطرة من بحر، ومعركة من حرب، بين الإسلامية والليبرالية والعلمانية.
ومن المناسب في هذا السياق، طرح دور الصحافة في الكويت على المستويين الخبري والرأي.
الصحافة يجب أن تكون منبراً للحرية المسؤولة، ومسخّرة لخدمة الإسلام، أليس ملاك الصحف مسلمين؟
والحرية جزء أصيل في ديننا، ولكن لا يوجد حرية مشاع في أي من القوانين السماوية أو الوضعية، لكل حرية حدود، وفي شريعتنا لها ضوابطها، التي تحافظ على كرامة الإنسان وحقوقه، ومنها عدم المساس بسمعته بلا قرينة، ورد اعتباره بعد ظهور البينة في صالحه، وفيها من الخير الكثير مما لا يعرفه العامة في ندائهم للحريات، فيرفضون التحاكم للشرع أو دعواتنا لأسلمة القوانين لظنهم أن فيها ظلما وتخلفا، كما يدّعون جوراً، مع أنها هي كمال العدل.
نحن في مجتمع كله إسلامي، ولا يفترض في الإعلام أن يسند ويدعم ما تعلق بالقوانين الوضعية في أطروحات كُتّابه، أما تناوله الخبري فمن البِر في الدين أن يكون بلا إبراز لتلك الأصوات الشاذة، بل عرضها باشمئزاز أو إهمالها، بينما ما نراه العكس تماماً، تلك الأصوات الضئيلة جداً والقليلة تجد عناوين في الصفحات الأولى وعلى ثمانية أعمدة، وكأنه خبر عن إعادة فتح الأندلس أو تحرير فلسطين!
صحف تعتبر الدستور مقدسا لا يُمس، يتباكون «إلا الدستور.. إلا الدستور»، وهذا لأنهم خط الدفاع الأول عن القوانين الوضعية غير المنزلة أو المنزهة، بينما التشريع الإلهي الباقي إلى يوم القيامة بلا تغير ومحاباة فيقفون مطالبين بنسخه، والتعتيم على آيات من كتاب الله، وأحاديث من السنة النبوية، وهي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن، ومن ينادي بذلك؟ انه وزير التربية والتعليم!
لا غرابة، فلو نظرنا لهذه الحقيبة «المنكوبة» فلن نجد عليها إلا ليبرالياً وعلمانياً، فهل هو نهج حكومي بفصل الدين عن التعليم؟!
أما كاتب الرأي فعليه التزام بأن يكون قائداً للرأي العام عبر طرح المشروع النهضوي والتنموي والوطني، وقبلها كلها الديني.
أعلم ان كلامي لا يعجب البعض، ولكن أولئك ليسوا قدوات في حسن القراءة لنبض الشارع، وجودة إيجاد مشاريع تفيد البلاد والعباد، عدا التعري والخمر والاختلاط، مجون وفسق ويريدون دعم الشعب الذي لم يتخلّ عن محافظته في هوجة الشيوعية الحمراء، والقومية البلهاء، فكيف يفعل والصحوة تمتطي الحزم، وستأتي بالحسم إن شاء الله باتجاه نهضة الأمة؟!
البعض يبحث عن الشهرة بتصريحات شاذة، والبعض يعشق تضخيم الشخصيات الشاذة، والبعض يستقتل في سبيل نشر الأقاويل الشاذة، ما حكاية الشذوذ في أوساط المتحررين؟!
 kholoudalkhames@