عربي وعالمي

احتفل بالمناسبة بخطاب مسجل ألقاه من كلية الشرطة
عيد العمال يظهر الفرق بين السيسي الخائف ومرسي الواثق

في سابقة هي الأولى من نوعها في مصر، احتفل عبد الفتاح السيسي بعيد العمال بطريقة غريبة، حيث شارك في احتفالية أقيمت بهذه المناسبة داخل أكاديمية الشرطة في منطقة نائية على أطراف القاهرة، وقبل موعده بأربعة أيام كاملة، بسبب الإجراءات الأمنية.
وهذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها السيسي احتفالية عيد العمال منذ توليه منصب رئيس الجمهورية، وشارك فيها رئيس الوزراء إبراهيم محلب وعدد من الوزراء وقيادات القوات المسلحة والشرطة وقيادات العمال وممثلي الأحزاب ورؤساء النقابات.
من جانبه، انتقد الإعلامي إبراهيم عيسى إحياء السيسي لعيد العمال بهذا الشكل، وعقد مقارنة بين احتفالية هذا العام وما قام به الرئيس محمد مرسي عام 2013 حينما احتفل بنفس المناسبة في أحد أعرق المصانع المصرية ووسط آلاف العمال ونقلها التلفزيون على الهواء مباشرة، دون أي تحفظات.
وأضاف عيسى خلال برنامجه مساء الاثنين على قناة “أون تي في”: “السيسي احتفل بعيد العمال في أكاديمية الشرطة، بينما مرسي زعيم العصابة الإخواني -على حد قوله- احتفل به في مصنع الحديد والصلب بين العمال، وهو أمر لا يمكن أن يستوعبه عقل، ومحدش يقولي ظروف أمنية، المفروض عيد العمال نحتفل بيه في منشأة عمالية، مش أكاديمية الشرطة!”.
وأكد أن احتفال هذا العام حمل رسالة سلبية للغاية، وعكس سيطرة المخاوف الأمنية على تحركات الرئيس، مشيرا إلى أنه لم يحتفل أحد من الرؤساء السابقين بعيد العمال من قبل داخل أكاديمية الشرطة.
وتساءل عيسى، لماذا يحتفل السيسي بعيد العمال يوم 27 أبريل أي قبل موعده بأربعة أيام؟ هذا الأمر لابد أن يعاد النظر في كل هذه الأمور غير المفهومة.
خطاب منتصف الليل
وفي مفارقة أخرى، لم ينقل التلفزيون الرسمي الاحتفال بعيد العمال على الهواء، كما كان يحدث لسنوات طويلة، لكنه أذاع خطابا مسجلا للسيسي في نشرة منتصف الليل، أي بعد أكثر من 12 ساعة كاملة من انتهاء الاحتفال.
وتساءل عيسى “لماذا لم تذاع الكلمة على الهواء مباشرة؟ هذه سابقة لم تحدث من قبل وهذه هي المرة الأولى في تاريخ احتفالات عيد العمال التي لا تذاع فيها خطاب الرئيس على الهواء مباشرة”.
ولم يخل الاحتفال من وصلات النفاق التي اعتاد المصريون مشاهدتها في مثل هذا الاحتفال طوال عقود طويلة، من بينها الهتاف بحياة الرئيس وتحويل الاحتفال إلى مناسبة لإعلان الولاء له.
وفور دخوله قاعة الاحتفال أطلقت بعض السيدات الزغاريد تعبيرا عن فرحتهن بحضور السيسي، كما كان يحدث مع الرئيس المخلوع حسني مبارك، وردد المشاركون هتافات “بنحبك ياسيسي”.
وتضمن خطاب رئيس اتحاد عمال مصر وصلة نفاق مكثف للسيسي الذي طالب بدوره العمال بعدم وصفه في هتافاتهم بلقب الزعيم أو القائد، مشيرا إلى أنه “يشعر بأن المصريين أهله وأنه واحد منهم”.
الإرهاب الإرهاب الإرهاب 
وألقى السيسي خلال الاحتفال كلمة مرتجلة، تحدث فيها -كعادته طوال العامين الأخيرين- حول ضرورة اصطفاف المصريين خلفه في مواجهة الإرهاب.
وطالب كافة المصريين بأن يتحملوا معه مسئولية مواجه الإرهاب، وأن يقوم كل فرد بنصح زملائه في العمل وجيرانه بعدم التخريب والصبر على الحكومة لمدة عامين حتى تستطيع الدولة الوقوف على قدميها مرة أخرى”.
وعندما قاطعه أحد العمال مطالبا بضرب الإخوان “بالجزمة”، رد السيسي قائلا “أنا مش عايزك تعمل كدا ومقدرش أقول كدا، هناك من يقوم بتكدير حياة المصريين لكن هذه الدولة لو تم هدمها مش هتبقى لينا أو ليهم”.
وأعلن السيسي عدم إجراء الانتخابات البرلمانية أثناء شهر رمضان المقبل أو امتحانات الثانوية العامة، مشيرا إلى “حرصه على وجود برلمان يشرع ويراقب”.
وتعليقا على مطالبة عدد من السياسيين له بالإفراج عن المعتقلين، أكد السيسي أنه لا يتدخل في عمل القضاء، قائلا عندما يقول القاضي كلمته يجب عدم التشكيك فيها، وأشهد الله أنني لن أتدخل ولن أسمح لأحد بالتدخل في عمل القضاء”.
واختتم كلمته بتوجيه رسالة للمصريين قال فيها: “انتوا اللي انقذتوا مصر وأنقذتونا في 30 يونيو، أنا مش قائد ولا رئيس أنا واحد منكم، محدش هيقدر يحكم الناس غصب عنهم، وكرامة الرئيس لا تسمح له بأن يحكم الناس غصب عنهم، ونظرة المحبة منكم لي تساوي عندي الدنيا، ولو افتقدت هذه النظرة همشي على طول”.