بورتريه

بورتريه
عبدالله الرسام.. “علامة تعجب” في نزاع الخير والشر..!

لو كان “شهريار” بيننا في هذا الزمان، لما سكتت “شهرزاد” عن “الكلام المُباح” لأن ما تعيشه الكويت هذه الأيام حكاية هي أمّ حكايات “ألف ليلة وليلة”.. حكاية فيها كل مشاهد النزاع بين الخير والشر.. وكل لحظات التدافع بين الصّدق والزور.. وبين الفضيلة والرذيلة.. إنّها حكاية من أدب “ألف لعنة ولعنة” على زمن يسود فيه “الفاسد” ويُقيّد فيه “الصالح”.
“المُغرّد” عبدالله الرسام.. لم يكن نبأ اعتقاله مفاجِئاً لكل من يعرفه.. لأنه لم يكن من السارقين ولا الفاسدين ولا المزوّرين ولا المرتشين ولا الرّاشين.. فهؤلاء فقط هم الذين يأمنون على أنفسهم من بطش “السُّلطة”.. أما “الرسام” وأمثاله فليس لهم الحق في الاحساس بالأمان أو الحرية.. لماذا؟!
لأنّهم يمثّلون جيلاً واعياً ثابتاً على مبادئه مستمرّاً في نضاله واثقاً من نفسه لا يُساوم ولا يتراجع إن كانت أهدافه تتعلق بالحرية وبالاصلاح ومحاربة الفساد.. جيل “صدّع” رأس السّلطة وأقلق من يعيشون في كنفها من فاسدين ومتنفّذين.. جيلٌ حين يتحدث عن الوطن تسمع دقّات قلب الوطن في ثنايا كلماته.
من يجرؤ على إنكار حقيقة أن لدى عبدالله الرسّام من الإنسانية والإحساس بمعاناة المستضعفين في الأرض ما يفوق إنسانية الأمم المتحدة الزائفة التي تمنحها لدول لا تستحقها..؟!
وهل تجرؤ الأمم المتحدة على استنكار فعل خطفِ واعتقال إنسان دون مسوّغ قانوني..؟! وهل تعلم الأمم المتحدة التي تدّعي أننا نعيش في بلد الإنسانية أن عبدالله الرسام كان خارجاً يوم خطفه واعتقاله لمتابعة حالة ابنه الصحية الذي يعاني من إعاقة جسدية..؟!
ما هي ردة فعل الأمم المتحدة راعية الإنسانية في العالم إذا ما علمت أن سبب خطف واعتقال عبدالله الرسّام “علامة تعجّبٍ” في تغريدة.؟!!! لدرجة أن “علامة التعجُّب” ذاتها هي من تعيش الصدمة والذهول واللاتصديق، وقد فغرت فاهها وشخصت عيناها لأنها لم تتخيّل يوما أن تكون سبباً في اعتقال وحجز حرية إنسان..!
كل المقربين من “أبوفلاح” يشهدون على  “شهامته” مع الجميع سواء في الكويت أو خارجها.. وفياً لكل معتقل رأي سواء بالدعم الشخصي حضوراً في المحاكم أو عبر تغريداته اليومية.. لكنّ وقفته الإنسانية والرجولية مع الإعلامي سعد العجمي وهجومه الشرس على خطفه وإبعاده زادت من حنق “الظالمين ” عليه.. فكانت ردة فعلهم غادرة حاقدة معبّرة عن نفوس مريضة ورغبة بالانتقام منه. 
لكن ما يجب أن تفهمه هذه النفوس “المريضة” و العقول “الشيطانية” أن الكرامة الإنسانية لا تتحقق بلا حرية ، وأن المقولة القديمة لا تزال صحيحة وهي أن “الانسان لا يحيا بالخبز وحده” وأنّ “السُّلطة يمكن أن يحميها غلاظٌ شداد سنين عددا يُرهبون خلالها الشعب، لكنهم عاجزين عن قتل روح الكرامة والحرية المستقرّة في نفس عبدالله الرسام ورفاقه.