المخاطر التي يتعرض لها عمال البترول كثيرة ولا تحصى، لكن سوف أذكر بعضها لكي أبين مدى الخطر الذي يتعرضون له، وليس بعيدًا عنّا حادثة موت شبيب العجمي ومحمد الكندري وبدر الديولي في مقرات أعمالهم في شركة النفط الله يرحمهم جميعاً ويتقبلهم من الشهداء.
كما لا يمكن حصر الآلاف من حالات الاختناق أو الحروق والإصابات الخطيرة المصاحبة لعملهم في النفط، كما أنهم يتعاملون مع أخطر الغازات السامة التي استنشاق قدر بسيط منها يؤدي للموت السريع، ومنها على سبيل المثال غاز كبريتيد الهيدروجين وأكاسيد الكربون والكبريت والنيتروجين، بالإضافة إلى انطلاق بعض العناصر المعدنية السامة، مثل الزئبق والزرنيخ والفانديوم، والتي تسبب للإنسان العديد من الأمراض الخطيرة.
وبعد هذا يأتيك أحدهم بداعي الحسد ويقول رواتبهم عالية، ولم يأخذ بحسبانه المخاطر التي يعملون بها، وإذا الجندي يواجه الموت مرة واحدة خلال المعركة، فهم يواجهون الموت مع كل طلعة شمس، وهم ذاهبون لأعمالهم بل بعد تحرير الكويت مباشرة ذهبوا لأعمالهم، ولم يطالبوا بأي إضافي أو حتى زيادة وهم كانوا يعملون في أخطر منطقة على وجه الأرض.
كانت المنطقة كلها ألغام وآبار تحترق تنفث من السموم ما قتل كل شيء حولها من أحياء ونباتات، وكان واحدهم في تلك الفترة وعندما يذهب لعمله يودّع أحبابه وداع المفارق.
معالي وزير النفط ذهب البعض للقول بأن البديل الاستراتيجي أتى لينقص من حقوق عمال البترول الحقوق التي كسبوها بعد كفاح من عشرات السنين قدموا فيها كل التضحيات والبذل في سبيل الوطن، بل في فترة من الفترات عندما كانت بريطانيا الدولة العظمي في العالم والمهيمنة على مقدرات وخيرات الدول التي تحتلها، كانوا عمال البترول هم شركاء وسيف الحكومة الذي طرد الانجليز، وأصبح النفط لنا وحدنا من غير شريك، ونحن الآن ننعم بحمدالله بهذه النعمة بفضل الله وبفضلهم.
معالي الوزير لم تكن يوماً عاملًا بالنفط وأنت الآن على رأس هذا الصرح الشامخ، ليتك تنزل ليوم واحد في أي وحدات التكرير أو الإنتاج أو الغاز وتلبس السيفتي شوز أو الهلمت أو ملابسهم الثقيلة التي لن تتحملها ساعة لكي تعرف حجم العمل الذي يقومون فيه.
معالي الوزير، ليتك تذهب لمستشفى الشركة بالأحمدي وتطلب بعض ملفات من تقاعدوا أو حتي منهم على رأس العمل، سترى أمراض سمعت بها وأمراض لم تسمع بها جراء تعاملهم اليومي مع أخطر أنواع الغازات بالعالم.
معالي الوزير هم أخوانك وأبنائك كن معهم لا عليهم، وأخيرًا معالي وزير النفط السيد علي العمير تأكد بأنها لا تدوم لأحد واختر لنفسك مكانًا في التاريخ.
أضف تعليق