عربي وعالمي

نصرالله: السعودية فشلت.. ولن نتخلى عن “الأسد”

جدد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، هجومه على المملكة العربية السعودية، على خلفية قيادتها عملية “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين في اليمن، كما تحدث عن تمسكه بالمشاركة في الحرب في سوريا بحجة أن الدولة اللبنانية “غير قادرة”.
واكتسبت كلمة نصر الله أهميتها على اعتبار أنها جاءت بعد سلسلة تطورات داخلية متعلقة باستعدادات الحزب لخوض “معركة القلمون” ضد الفصائل المقاتلة في سوريا، التي أعلنت في وقت سابق عن تشكيل “جيش الفتح” في القلمون، بالإضافة الى ارتفاع وتيرة المواقف المنددة والرافضة  لتدخل الحزب في سوريا، وآخرها على لسان عسكريين من الطائفة الشيعية مختطفين لدى جبهة النصرة التي بثت تسجلا مصورا لهم الثلاثاء.
معركة القلمون لم تبدأ 
وفيما يتعلق بالحديث المتصاعد عن معركة القلمون في سوريا، ورغم التأكيدات التي نقلتها وسائل إعلام تابعة للحزب أو محسوبة عليه ببدء المعركة، بل وسقوط قتلى من الحزب خلال الموجهات، قال نصر الله :”نحن لن نصدر بيانا رسميا، والعملية عندما تبدأ ستتكلم عن نفسها وستفرض نفسها على الإعلام.. ومكانها وزمانها لن نعلن عنه”، حسب تعبيره.
وأضاف نصر الله: “نعم هناك تحضيرات ومؤشرات تبني الناس عليها، لكن من جهتنا لم نعلن شيئا”، معتبرا أن “أي انتصار في أي جبهة من الجبهات سيترك تداعيات إيجابية على كل الجبهات الأخرى. ونحن كنا على اطلاع على نوايا الجماعات المسلحة التي كانت تحضر لاعتداءات بعد ذوبان الثلج”.
وقال نصر الله: “هناك عدوان فعلي ومحقق وقائم في كل ساعة، من خلال احتلال أراض لبنانية واسعة من قبل الجماعات المسلحة”، مضيفا: “الاعتداء على الجيش اللبناني المستمر، والاعتداء على المواطنين في عرسال، واستمرار احتجاز الجنود اللبنانيين، بحاجة إلى حل جذري”.
الدولة اللبنانية عاجزة 
وتعليقا على الجدل في الساحة اللبنانية بشأن مشاركة الحزب في القتال في سوريا، قال نصر الله: “لو كنا نريد أن ننتظر إجماعا لكانت هذه الجماعات المسلحة داخل المناطق اللبنانية، لذلك سنذهب إلى معالجته”، وتابع: “لمن يقول لنا من كلفكم بهذا الأمر، نقول له هذا تكليف إنساني وأخلاقي”.
واعتبر نصر الله أن الدولة اللبنانية “غير قادرة على معالجة هذا الأمر، ولو كانت قادرة لفعلت، ولو كانت قادرة ولم تفعل فهي مقصرة ويجب مساءلتها. وكي لا ننتظر سرابا، من الواضح أن الدولية غير قادرة على المعالجة”، وفق قوله.
حرب نفسية 
وفما يتلعق بالأوضاع في سوريا والتطورات الميدانية التي طرأت مؤخرا، قال نصر الله إن ما يتم تناقله عن تقدم الثوار وتراجع النظام وحلفائه إنما هي “مجرد أكاذيب عمل البعض على إشاعتها”، حسب وصفه.
وأضاف: “ما نحن أمامه الآن هو حرب نفسية تريد أن تنال من إرادة السوريين وعزيمتهم وصمودهم، وتريد أن تحقق من خلال الحرب النفسية ما لم تستطع تحقيقه عسكريا”ـ
وتساءل:”كيف ينهار الجيش السوري وهو يحقق إنجازات وانتصارات يومية؟ في أي حرب هناك جولات، من يربح الجولة لا يعني أنه ربح الحرب، ومن خسر جولة لا يعني أنه خسر الحرب”.
ونفى نصر الله أي تغيير في المواقف الإيرانية والروسية حيال سوريا، وقال إن “ما يقال عن الموقف الإيراني غير صحيح، والخامنئي قال إن إيران تفاوض على النووي فقط ولا شيء على حساب حلفائها، وهو ما يؤكد ان إيران لم تتخل عن سوريا”، وفق قوله.
ووجه نصر الله رسالة إلى من أسماهم “أهلنا وشعبنا في سوريا” قائلا: “كنا وسنبقى معكم، وحيثما يجب أن نكون سنكون. وفي الأيام الأخيرة ذهبنا إلى الحرب أمامكم لم نذهب إليها سابقا، ودخلنا إلى سوريا بناء على تشخيص واضح هو الدفاع هو عن سوريا ولبنان وكل المنطقة”، حسب تعبيره.
اليمن والسعودية 
وتساءل نصر الله في كلمته عن أي هدف حققته السعودية من خلال عملية عاصفة الحزم في اليمن، مجيبا بأنها لم تحقق أي هدف من أهدافها، متحدثا عن “أننا أمام فشل سعودي ذريع وواضح وانتصار يمني واضح”، كما قال.
وقال نصر الله إن “الادعاء السعودي بتحقيق العملية كامل أهدافها أكبر خداع وتضليل يمارس منذ اعلان انتهاء عاصفة الحزم” حسب تعبيره.
وأضاف نصر الله أن السعودية و”للتغطية على الفشل والعجز في الجولة الأولى، جاءت عملية إعادة الأمل.. هم وضعوا أهدافا كبيرة تحتاج إلى حرب طويلة، وما زالوا يبحثون عن جيوش يستأجرونها”.
واتهم نصر الله السعودية بالسعي “للسيطرة على اليمن وإعادتها إلى الهيمنة الأمريكية، وإن عجزوا سيقومون بتدمير اليمن على أهله وشعبه وهو الأمر الذي يجري الآن”، وفق قوله.
وأضاف نصر الله: “ادعوا (السعودية) العمل على ضرب الإرهاب، في حين قدّموا السلاح للقاعدة ومليشيات هادي وقصف الجيش اليمني”، متهما الرياض باستخدام “أسلحة محرّمة دولية ضد المدنيين في اليمن”.
وتحدث نصر الله عما قال إنها “إرادة يمنية قاطعة وحاسمة بعدم الخضوع وعدم الاستسلام وعدم التراجع”، داعيا “دول العالم بالعمل على إيصال المساعدات من خلال خرق الحصار بأي ثمن وبأي شكل”.
العراق 
كما تطرق نصر الله في كلمته إلى الأوضاع في العراق، متهما الولايات المتحدة بـ”تعجيز” الحكومة العراقية في مواجهة تنظيم الدولة من خلال الحديث عن تسليح الإدارة الامريكية لمكونات أخرى من الشعب العراقي”.
وقال: “اليوم يكشف الأمريكيون عن نواياهم، وأول خطوة على طريق تقسيم العراق هو ما يعمل عليه الكونغرس الأمريكي اليوم بتسليح بعض المجموعات في العراق”، محذرا من “حروب أهلية قد تستمر عدة سنين”.
وأضاف: “المرجعية العليا في النجف دعت للدفاع عن كل الشعب العراقي دون تمييز، والحكومة العراقية أيضا مارست مهمتها على هذا الاساس وهم لا يتصرفون على اساس التفريق بين المحافظات”، حسب تعبيره.
وتابع: “مسؤوليتنا أن نرفض هذه الخطوة، لأن الموضوع لا يبدأ بالعراق وينتهي بالعراق، بل هذ خطوة تؤسس لمرحلة خطيرة جدا، وما يحضر له من خلال الخطوة تقسيم العراق ثم تقسيم اليمن ثم تقسيم سوريا وغيرها”، وفق تعبيره.