كتاب سبر

ومالنا لاننتشي!؟

كم كان يؤلمنا ماكان يتبجح به قاسم سليماني من سقوط أريعة عواصم عربية  إسلامية في يد إيران،يعني بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء،وماتبجح به علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني”أن إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً”..كم كنا نتألم ونحن نرى هذه العواصم تتهاوى الواحدة تلو الأخرى أمام صمت الجميع وتخاذل الجميع وإحباط الجميع..كم عشنا هذا الكابوس برعبه وقلقه ومجهوله حتى ضاقت علينا أنفسنا بالأرض ومارحبت.
ثم جاءنا الفرج من حيث لانحتسب،كما باغت يونسي وسليماني قرار الحزم من حيث لم يحتسبوا.
لن أنس ذاك السحر حين كنت أنتظر المؤذن يؤذنني بدخول يوم جديد بإحباط جديد.
وإذ بجرس الواتساب بخبرعاصفة الحزم..وكعادتي في رد الخبر الخطير مالم يتواتر نقله،رددت على صاحبي متململاً ضجراً،محبطاً،بأن يتأكد من صحة الخبر،فأجابني: إفتح التلفزيون..فقمت قافزاً لأفتحه،لأصحو فجأة من الرؤيا المفزعة إلى الحلم الجميل المستحيل..لقد تحقق المستحيل!! لقد تحول الخذلان إلى نصرة،والإحباط إلى همة،والهزيمة إلى انتصار.
نعم إلى انتصار.وكيف لايكون انتصاراً حينما يعود الأمل؟! لو أنيط لي اختيار تسميةً لعاصفة الحزم،لما أسميتها إلا بعاصفة الأمل لأنها أعادت إلينا الأمل باطلاقة أول صاروخ من عصفها.
ولماذا لايكون انتصاراً وأملاً وقد انتش?لَنا من وهدة الإحباط إلى سلم الهمة؟! ولماذا لايكون انتصاراً وأملاً حينما نسمع اليوم عواء وصراخ من كان يشمت بنا بالأمس،ويدعي الدولة أنها دولته،وأن الزمن زمنه؟! ولماذا لايكون انتصاراً وأملاً وقد بدأت العواصم التي كان يتبجح أنهافي قبضته،صارت تتفلت من يده؟! نعم..أين قبضته اليوم على صنعاء بعدعاصفة الحزم،أهي كما كانت قبلها؟ وأين قبضته على إدلب الحرة،وأينها من دمشق التي بدأت تترنح أمام فصائل الجيش الحر؟! وأما بغداد فنرجوا الله لها قادسية حزم تستأصل مجوسها اليوم كما استأصلت أختها بالأمس، مجوس الأمس؟! ولماذا لايكون انتصاراً هذاالذي أخرج لحون القول من قلوب”الوطنيين”،إلى صريح القول بانتماءاتها وولاءاتها الخارجية؟! ولماذا لايكون أملاً وقد أظهر لنا”برو?ة”إمكانية اعتماد الخليج على نفسه لو أراد أن يعتمد الخليج على نفسه؟!
ولماذا لايكون أملاً وانتصاراً،وقد بدأت المقاومة الشعبية في اليمن تتنامى،وتبدأ بتقطيع أوصال”حوثة وعفاش”التي ابتلعت اليمن يوم لم يكن لليمن مقاومة؟! ومالنا ألاننتشي ونحن نرى صقورنا يسيطرون على الأجواء ويطردون طائرات الكذب بالمساعدات الإنسانية ويمنعونها أن تحط بأسلحتها وعتادها بمطار صنعاء؟! ومالنا ألاننتشي ونحن نري من كان يستعرض علينا قوته بالأمس يستجدينا اليوم حلاً سلمياً؟!
 ومالنا ألاننتشي ونحن نعيش اليوم حلماً طالما حلمناه بأن تكون لنا كلمة وم?ن?عة أمام عدو يستضعفناويستقوي علينا بتفرقنا؟! ومالنا لاننتشي،وماله ألا يكون أملاً وانتصاراً وقد أسقط العدو قناعه وبات أمام الجميع عدواً للجميع؟!
سيد يونسي،تستطيع أن تعيش سرابك مااستطعت،لكن رسولنا رسول المسلمين صلى الله عليه وسلم أخبرنا،بأنه إذا هلك كسرى فلاكسرى بعده..فعش سرابك ماشئت لكن كسرى سيظل مدفوناً وستظل بغداد العربية الإسلامية، عربيةً، إسلاميةً، منصورةً رغم”الهمر الأمريكي”و”عباد الفارسي”.
بقلم.. حمد السنان