عربي وعالمي

“الحشد الشعبي” وقوات إيرانيّة تتسلل للأنبار وتقترب من السعودية

اخترقت مليشيا “الحشد الشعبي” وقوات إيرانيّة محافظة الأنبار من حدودها الجنوبية لتسيطر على المنطقة المجاورة للمملكة العربيّة السعوديّة، على الرغم من التحذيرات ورفض مجلس محافظة الأنبار لدخولها، فيما طالب المجلس بتدخل رئيس الوزراء حيدر العبادي لحل الأزمة.
وقال مسؤول في مجلس محافظة الأنبار لـ”العربي الجديد”، إنّ “المئات من مليشيا الحشد الشعبي، والقوّات الإيرانيّة تسلّلت منذ الأمس، ودخلت الحدود الإدارية لمحافظة الأنبار في بلدة النخيب”، مبينا أنّ “القوات مجهّزة بأسلحة متوسطة وخفيفة، فيما تصلها إمدادات عسكرية قد تضم أسلحة ثقيلة”.
وأكّد أنّ “دخول الحشد بهذه الطريقة، أثار حفيظة أهالي وحكومة المحافظة، الذين لا يريدون الاصطدام معهم، في وقت يحتاج فيه البلد إلى تجاوز كل ما يثير النعرات الطائفيّة”.
من جهته، قال عضو مجلس محافظة الأنبار مزهر الملا لـ”العربي الجديد” إنّ “النخيب مدينة أنبارية ولن نسمح بسيطرة الحشد الشعبي عليها”.
وأضاف أنّ “عمليّة الاستيلاء على الأراضي أمر مرفوض بكل الأعراف والقوانين، وهي محاولة لتقسيم العراق، ومحاولة للاعتداء على الأنبار تحديدا”، مشيرا إلى أنّ “هذه الجهات استغلّت وجود داعش في الأنبار وانشغال أبناء المحافظة بقتاله وبدأت بتنفيذ أجنداتها الضيقة التي تؤثر سلبا على وحدة البلاد”.
وأكّد أنّ “دخول النخيب هي خطوة تصب بمصلحة داعش، من خلال شغل أبناء الأنبار في موضوع النخيب، الأمر الذي سيضعف جبهات المواجهة مع داعش، ويتسبب بالتالي بفتح ثغرات له سيستغلها بالتقدم بجبهات عدّة”.
وأضاف أنّ “الموقف لا يتحمل فتح جبهات داخلية أخرى، وعلى تلك الجهات وحكومة بغداد أن تتفهم خطورة ذلك جيدا، وأن تجد حلا لهذه الأزمات”.
ودعا الملا إيران إلى أن “تفهم أنّ التحالف العربي لن يسمح لها بالتقرب نحو حدود السعودية، فعملية دخول الحشد إلى تلك المناطق سيعقد من مشكلة العراق، ويجعل منه الهدف الثاني للتحالف العربي بعد الانتهاء من اليمن”.
وانتقد الجهات الحكومية التي “تسير خلف الأجندات الإيرانية، وتزج بالبلاد نحو حرب لا تعرف نتائجها”، مشدّدا “يجب أن لا نكون كبش فداء لإيران، وعليها أن تحل مشاكلها دون زج العراق فيها”.
من جهته، أعرب مجلس الأنبار عن “مفاجأته من دخول الحشد واختراقه محافظة الأنبار”.
وقال المجلس في بيان صحافي، إنّ “بلدة النخيب الواقعة على مسافة (400 كلم جنوب غرب الرمادي)، والتي تربطها بمحافظة كربلاء، مؤمنة بالكامل وتحت سيطرة قوات الجيش والشرطة والأمن الوطني وبقية القيادات الأمنية الأخرى، كما أنّ جميع الدوائر فيها تعمل بصورة طبيعية، ولا وجود لتنظيم داعش فيها”.
وأضاف المجلس أنّ “أعدادا كبيرة من الحشد الشعبي دخلت من محافظة كربلاء الى البلدة وتمركزت فيها دون علم مجلس الأنبار”، مشيرا إلى أنّ “هذه القوات قادمة من محافظة كربلاء”.
وطالب المجلس رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ”إصدار أمر بسحب قوات الحشد الشعبي من البلدة، وإعادتهم إلى كربلاء”، لافتا إلى أن “الناحية لا تحتاج إلى تواجد قوات الحشد فيها”.
في المقابل، قال عضو مجلس محافظة كربلاء محمد الموسوي إنّ “دخول القوات جاء تنفيذا لأوامر قيادة عمليات الفرات الأوسط التي تتبع لها”.
وأضاف الموسوي، في تصريح صحفي أن “الهدف من دخولها هو تأمين المنطقة وأهاليها من خطر داعش، ومنعه من التمدد في الأنبار باتجاه محافظة كربلاء، بعد أن سيطر على منطقة الرطبة المتاخمة للنخيب”.
 
وأشار إلى أنّ “رئيس وأعضاء مجلس محافظة الأنبار زاروا كربلاء مؤخرا وطلبوا دعم إخوانهم في التصدي ومحاربة داعش، وتمت الاستجابة لدعوتهم”، بحسب قوله.