كتاب سبر

من داعية ديمقراطي إلى داعية قبلي!

عندما أعلنت مجموعة من الشباب (أغلبهم إسلاميين) تشكيل تنظيم سياسي تحت مسمى (( حزب الأمة )) قبل مايقارب عشرة أعوام ، رأيت ومجموعة كبيرة ممن يهتمون بالشأن العام في تلك الخطوة إختراقا لحالة الجمود السياسي الذي أكتنف الساحة فترة طويلة ، لا بل وجهنا لوما شديدا للقوى الديمقراطية على عدم تبني مثل تلك الخطوة.
ووجه حزب الأمة بمعارضة شديدة خاصة على الصعيد الإجتماعي وتعرض أعضاءه لحملة شرسة من أكثر من طرف توجت بإستدعاء قيادييه من جانب جهاز أمن الدولة ومنع بعضهم من السفر خارج البلاد ، لكن كل ماجرى لم يفت في عضد المؤسسين صمدوا وكانوا طرفا سياسيا بارزا وإن لم يتمكن من تحقيق إختراقات شعبية خاصة في الإنتخابات البرلمانية.
بعد كل تلك السنوات والمعارك يستغرب المرء الحالة التي وصل لها الحزب إذ خسر الكثير من مؤسسيه وأعضاءه  من جهة ، وتنصل من المبادئ التي دعا لها الواحدة تلو الأخرى من جهة ثانية ، وليس غريبا بعد تلك التطورات أن يفصل مجموعة من أعضاءه تحت مبررات (ملتبسة) تتمحور حول تعاطفهم مع مايسمى الحراك ، ثم يعود رئيس الحزب د. حاكم المطيري ليتبنى نفس الموقف تحت يافطة قبلية رغم الخلاف الشديد بين المفصولين وبينه على نفس الموقف.
هذا التطور يطرح إشكالية طالما لازمت المشهد السياسي العربي والكويت جزء منه ، من  يتحمل مسؤولية مايجري هل المعضلة في المؤسسة أم في  الفرد؟! ، ولماذا تنجح المؤسسة في ثقافات أخرى وتفشل لدينا ؟!، وهل للأمر  علاقة بالثقافة القائمة على تعظيم القبيلة والطائفة والعائلة كما يحدث في الواقع الكويتي والعربي بشكل عام والأحزاب العربية كمثال؟
المحزن في الأمر أن د. حاكم المطيري طرح نفسه خلال السنوات الماضية كداعية ديمقراطي بدءا بفكرة الحزب ، وهو أداة من أدوات تداول السلطة ، وإنتهاءا بالقيم التي يمثلها ، ثم عاد وأنتكس في مشهد غير متوقع ليتبنى الأدوات الإجتماعية الصرفة ( القبيلة ) ويزجها في المشهد السياسي تحت مسمى ( مجلس القبيلة )  في سابقة ليس  لها مثيل سوى  في بلد متخلف مثل إفغانستان ( اللويا جيركا ) ، فهل هذا  إعتراف  منه بفشل  فكرة الحزب حتى ولو كانت نشأته في  بلد ديمقراطي ،أم هناك  أسباب  أخرى ؟!.