أقلامهم

بالعربي المشرمح: دواعشنا ودواعشهم!

العمل الإرهابي الذي قام به شاب في مقتبل العمر في مسجد بمنطقة القديح السعودية كان متوقعاً، نتيجة لغياب الإدراك والتوجيه، وقد يحدث مرة أخرى بل مراتٍ إذا لم نعالج جذور المشكلة التي جعلت شباباً صغاراً في عمر الزهور يقدمون على فعل مثل هذه الجرائم الإرهابية معتقدين أنها من صميم عقيدتهم، فدواعشنا يختلفون تماماً عن دواعش الدول الأخرى، فمعظمهم شباب صغار مغرر بهم، بينما دواعشهم مرتزقة يعملون من أجل المال. وحين ينتمي أبناؤنا إلى مثل هذه المنظمات الإرهابية فإنهم ينتمون إليها فكرياً وعقائدياً بعد أن تتلمذوا وغرر بهم من قبل بعض بائعي الدين من أهل اللحى الذين انخدع بهم أبناؤنا نتيجة للفراغ الكبير الذي يعيشه صغارنا، ما جعل المحرضين يستثمرون هذا الأمر في غرس أفكار عدوانية خدعوا بها هؤلاء الشباب، مدعين أنها من صميم العقيدة ومما يقرب إلى الله عز وجل، أضف إلى ذلك غياب الدولة ومسؤوليها في احتواء هؤلاء الشباب ومنحهم فرص عمل تشغلهم في ما هو مفيد لهم ولعوائلهم ولأوطانهم.
كما أن حالة التعبئة الإعلامية والسياسية التي قسمت المجتمعات إلى طائفتين، سنية تتبع دول الخليج والوطن العربي، وشيعية تتبع إيران، وتصويرها على أنها حرب بين أهل السُّنة والكفار، أعطيا الفرصة لدعاة الفتنة والتحريض لاستغلال هؤلاء الشباب في مثل هذه الجرائم الإرهابية، وجعلهم وقوداً لفتنة إذا اشتعلت فلا يمكن لكائن من كان أن يخمدها.
يعني بالعربي المشرمح:
علينا مسؤولية إنقاذ “دواعشنا” من هذا الفكر المدمر، وهي مسؤولية الدولة بكل مؤسساتها، كما أنها مسؤولية المجتمع ومؤسساته المدنية ومسؤولية وسائل الإعلام الرسمية والخاصة، فدواعشنا لا أجندات خاصة لهم، ولا هم بعملاء يمكن لأعدائنا استغلالهم، ولا هم من الباحثين عن المال ومتاع الدنيا، هم باختصار ضحية فكر مختل استغلهم في تنفيذ مخططاته الإجرامية، وهم باختصار ضحية عدم فهمهم لعقيدتهم السمحة، الأمر الذي يدعونا إلى إنقاذهم، لأن “دواعشنا” ببساطة يختلفون تماماً عن دواعشهم، فهل ننقذ “دواعشنا” قبل فوات الأوان؟