أقلامهم

بقلم.. وليد الرجيب
استراتيجية عسكرية تلغي القطب الواحد

أصدرت الصين أول كتاب أبيض لها، بشأن الاستراتيجية العسكرية وذلك يوم الثلاثاء 26 مايو الجاري، مركزة على المبدأ التوجيهي «الدفاع النشط» ومتعهدة بتعاون أمني دولي أوثق، وأشار الكتاب إلى أن هذه الاستراتيجية تتمسك بوحدة الدفاع الاستراتيجي والهجوم التكتيكي والعملياتي.
وأشار إلى أن القوات المسلحة الصينية، ستكثف من مشاركاتها في عمليات حفظ السلام، وستستمر القوات المسلحة الصينية بمراقبة مندوبي مجلس الأمن والحفاظ على التزامها بالتسوية السلمية للصراعات، وستستمر القوات الصينية أيضاً في لعب دور فاعل على الصعيد العالمي، وسيتدخل الجيش الصيني في الشؤون الأمنية الدولية والإقليمية بشكل مكثف، وسيشجع عملية تأسيس آليات للاشعار بالطوارئ والوقاية من المخاطر العسكرية وإدارة الأزمات والسيطرة على الصراعات، وسيسهم بصورة أكبر في تحقيق السلام العالمي والتنمية المشتركة.
وأشار التقرير أن القوات المسلحة الصينية، ستواصل تعزيز نموذج جديد من العلاقات العسكرية والتبادلات مع الجيش الروسي في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة للتنسيق بين الصين وروسيا، وستعمل القوات المسلحة الصينية على المزيد من تطوير العلاقات مع نظرائها من البلدان المجاورة، والعمل على رفع مستوى العلاقات العسكرية والروابط التقليدية مع نظيراتها في أفريقيا وأميركا اللاتينية وجنوب المحيط الهادي.
وأكد الكتاب الأبيض أن موقف القوات المسلحة الصينية، يدعم بشكل مطلق قيادة الحزب الشيوعي الصيني للبلاد، وستتمسك القوات المسلحة بثبات بمبادئ القيادة المطلقة للحزب، وتدعم فعالية القتال كمعيار أساسي، كما ستواصل القوات المسلحة تقاليدها في بناء جيش شعبي يتبع أوامر الحزب الشيوعي.
كما تؤدي القوات المسلحة مهام حماية سيادة البلاد وأمنها، ومصالح تنميتها وحماية المرحلة المهمة للفرص الاستراتيجية لتنمية الصين، والحفاظ على السلام الإقليمي والعالمي، لتحقيق النهضة الكبرى للأمة الصينية.
ويبدو أن الكتاب الأبيض الصيني بما يحمله من تفاصيل أغلبها يتعلق بالاستراتيجية العسكرية الصينية، يحمل دلالات ورسائل إلى الولايات المتحدة والدول الأوربية، أن الصين بقوتها الهائلة صناعياً واقتصادياً وعسكرياً، هي وحليفاتها ستكسر احتكار القطب الأميركي والتحكم بالعالم وإدارة الصراعات فيه بقرارات فردية.
ويبدو أن وهم فوكوياما حول «نهاية التاريخ» لم يزكه الواقع المتغير، والمتحرك باستمرار نحو المنطق التاريخي للمجتمعات البشرية، فها هي الصين بعظمتها، ومعها دول كثيرة تشكل حلفاً كبيراً ومؤثراً من جميع القارات، ستحجم من تفرد ونفوذ الولايات المتحدة، فالكتاب الأبيض يقول إن الصين هنا.
وليد الرجيب