أقلامهم

محمد المطني: هذا الفكر المتطرف المنحرف لا يمكن مواجهته إلا بفكر متسامح

الغدر لن ينجح 
محمد المطني 
تبت أيادي الغدر وشلت، تبت أيادي الخيانة والانحراف التي تبرر كل شيء، فجعنا وتألمنا وعشنا يوما عصيبا حزينا انتشرت فيه الدموع وصرخات الألم في كل بيت، من فعل هذا؟ وكيف برر لنفسه فعل كل هذا؟، وماذا كان يرمي إليه من فعلته النكراء؟ فرقة واختلاف؟! ألم يقرأ التاريخ ليعلم أن هذا البلد الصغير كان دوما فوق مثل هذه الاختلافات وأقوى وأعظم من هذه الأفكار الهدامة.
ما هذا الدين الذي يوصلك إلى استحلال دماء الابرياء وتفريق الابن عن أبيه والشيخ الكبير عن ذويه، أي دين هذا وأي فكر الذي جعل بوابة الجنة بالنسبة اليك هي بوابة الدم والدمار والخراب؟ وأي دين هذا الذي يعتمد فكرة التفريق والخلاف ويدعمه؟، هذا دينكم الضال وليس ديننا الحنيف الذي يحرم كل الدماء مهما كانت مختلفة في التفكير والاصل والتقدير.
هذا الفكر المتطرف المنحرف لا يمكن مواجهته إلا بفكر متسامح ينتمي إلى الاسلام الحقيقي الذي نعرفه ويحاول المتطرفون الاساءة اليه بأفعالهم الدنيئة، الاسلام الحقيقي الذي ينطلق من فكرة الاجتماع ورفض إقامة الدين على أشلاء البشر وعلى فكرة الخوف والقمع والظلم.
كان الحزن يومها رفيقنا ورفيق كل من يعيش على هذه الأرض وهو يشاهد صور وأخبار هذا التفجير الملعون،كانت ليلة مؤلمة جدا لفت في الكويت وسيطرت على مشاعر أهلها، كانت الصدمة التي يجب أن نفيق بعدها ونبحث عن الحلول، ومن رحم الحزن رجعت لنا لفتات رائعة كنا نعتقد أننا فقدناها جراء عمليات التجريف المتتالية التي تعرضنا لها نتيجة العيش في وسط متراكم من القضايا والأخبار والحروب الطائفية التي أصبحت تلازمنا منذ فترة.
شاهدنا في وسط صرخة الألم هذه صرخة أخرى جاءت رائعة كرد مباشر لتقول لسنا كغيرنا ولن نكون كذلك، انطلق الكل بين متبرع للدم غصت بهم مباني بنك الدم وبين مندد ورافض لهذا الحدث، هبت كل التيارات والمجاميع المختلفة لتتوحد في موقف فريد نقي مسح غبار الاختلاف الذي كنا نعتقد وجوده، خرجنا منه أقوياء متسلحين بنية جديدة تهدم كل هذه الأفكار الشيطانية التي انتشرت في محيطنا الدولي الذي يلتهب ومازال مرشحا للانفجار في أي وقت وأي حدث آخر، لا نملك إلا وحدة شعبنا وتعايشنا السلمي الذي نفتخر به دائما ولذلك نحن مطالبون بالتمسك بوحدتنا أكثر.
لن تنجح الحلول الترقيعية ولا ردود الأفعال التي نعلم طيب نوايا بعض مطلقيها وسوء نوايا البعض الآخر، ما نحتاجه هو حل جذري وقد يكون طويل الأمد بوابته التعامل مع الكل بمسطرة القانون لا بمسطرة الوضع السياسي الذي يتغير مع الوقت، حل جذري مدروس بدايته ضبط التعامل الحكومي الذي عشنا نتائجه في مواطن أخرى ومواضيع كثيرة، حفظ الله الكويت من شر العابثين. تفاءلوا.