كتاب سبر

الفن العربي بين تشويه الهوية وتشويه الإسلاميين

بقلم : محمد عبدالله المطر  
 
وضع الفن العربي نفسه في مواجهة متكررة ودائمة مع الهوية الإسلامية بشكل عام والتيار الإسلامي كمنظمات ورموز وكذلك نحو الفكر الإسلامي والنظرة التاريخية والموروث …بهذه الأمور كلها نتحدث عن مصطلح الهوية بالحديث عن كل هذا ، ولو قمت بجولة سريعة في الذاكرة لمررت بكثير من الأعمال والصور التي ساهمت في التأثير البالغ في نفوس الأمة وبتنوع الأعمال في العديد من الدول إلا أن الأساس هو ضرب معالم الهوية الإسلامية في عدة أمور مثل الإستهزاء ببعض الهيئات مثل اللحية والثوب القصير واللغة العربية وغير ذلك من مسائل فقهية متداولة عند بعض فئات الإسلاميين وكذلك تصوير التيارات الإسلامية بأنها منبع الإرهاب والتخلف والشر خصوم للوطن وأيضاً ضرب تاريخ الأمة وتشويهه خاصة بما يمثل الهوية الإسلامية وأيضاً زرع الأفكار المناهضة مثل القومية العربية والعلمانية وغير ذلك.  
إذا أردنا تمثيل هذه المشكلة فنجدها في مجموعة دول عربية مارست الدراما والفن عندها هذا السلوك ومن هنا نذكر بشكل سريع أبرز التأثيرات في هذا الأعمال بالدول المشار إليها:
1-  تم ضرب الهوية والمكون الإسلامي بكافة الأمور فمن لا يتذكر ما قدمه المدعو عادل إمام في أعمال من إستهزاء كبير ببعض السنن كاللحية والثوب وكذلك اللغة العربية وتصويره التيارات الإسلامية بمظهر الإرهابيين والمجرمين في عدة أعمال أشهرها (الإرهابي) و (الإرهاب والكباب) وكذلك الإستهزاء بالشيخ الشعراوي في أحد الأعمال ولا نستطيع نسيان فيلم صلاح الدين الذي صوره أنه بطل عربي وليس بطل اسلامي وكأن الفيلم يحاول تركيب صورة صلاح الدين على جمال عبدالناصر بطريق غير مباشر ، وبالفعل أثرت هذه الأعمال وغيرها على نفوس الناس بشكل كبير وشوهت الصورة وبات الربط بين هذه الأمور والواقع بشكل رهيب!
2- ركزت الدراما بالشام على الجانب الفكري والتاريخي في ضرب الهوية الإسلامية مع وجود بعض بعض الأعمال التي شوهت صورة التيارات الإسلامية ولكن بشكل أبسط من ذلك ، ولعل المناخ السياسي البعثي القومي الإشتراكي جعل الفن السوري غزير ببث المفاهيم العروبية وتنشيطها بكل الأعمال وما أعمال المدعو دريد لحام الا خير شاهد وفي التسعينيات بزغ نجم المخرج نجدت أنزور الذي قام بتغيير الفن السوري نحو إتجاه جديد وخاصة بالأعمال التاريخية ووما يسمى بأعمال “الفنتازيا” الخيالية وأنزور قام بتوكيز عالي جداً في أعماله على بث الفكر القومي العروبي في أعماله وأيضاً تشويه صورة الدولة العثمانية بشكل شرس جداً خاصة في مسلسل أخوة التراب الذي أثر على الناس بشكل كبير في كراهيتهم للدولة العثمانية ونظرتهم لها أنها “الإحتلال التركي” وأيضاً سخريته وطعنه بالجهاد الإسلامي والتيارات الإسلامية في عدة أعمال منها الحور العين وغير ذلك من أعمال وشخصيات.
3- إذا تحدثنا عن الفن الجزيرة العربية فلن نجد بعد البحث الا عنوان واحد وهو “طاش ما طاش” وبشكل أكثر ناصر القصبي حيث كان هذا العمل بسنواته يمثل حالة هستيرية بالنقمة على الواقع  في الإلتزام الديني بمظاهره من الناحية الشكلية أو أظهار الشخص الملتزم بصورة الغبي والساذج الى بث مفاهيم كثيرة عن إرهاب الإسلاميين والإستهزاء بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك وإخر هذا المسلسل ما يسمى ب “سيلفي” .
4- بالكويت يبدو أن التركيز ليس بكبير على هذه الجوانب ربما لحساسية الأوضاع ووجود التيار الإسلامي بالبرلمان وإنتشاره وهيبته بالمجتمع ، ولكن هناك بعض الأعمال ركزت على الشخص المتدين من ناحية الشكل والمظهر بإظهاره تارة بالمتشدد واحياناً بصورة استهزائية، وتعد مسرحية “حامي الديار” اول ضرب مباشر للتيارات الإسلامية وتشويهها بشكل واضح وقد أثر هذا العمل على الشارع الكويتي وبعد سنوات طويلة يظهر بصورة غريبة مسلسل بعنوان ” دروب الشك” من تأليف فجر السعيد يشوه فيه صورة القائمة الإئتلافية بجامعة الكويت ويصور القائمة المستقلة بأنها الناجحة والفائزة ! ويظهر مسلسل آخر بعنوان “بيت الوالد” لشاب يلتزم دينياً ويتشدد وبنهاية المسلسل يترك كل ذلك ويحلق لحيته ويتم تصوير الموضوع أنه اختار الطريق السليم!! 
لعل البعض يطرح تساؤل كبير هل نقد التدين او التيارات الإسلامية يعد نقد للدين ؟! وهل نقد بعض ممارسات المتدينين وتاريخيهم نقد وطعن للدين!؟ وهل نقد الفكر الاسلامي وتاريخيه نقد للدين!؟ الإجابة لا …ولكن هل تم إنصاف الظاهرة الإسلامية الحركية !؟ وهل تم إيضاح المقصد ان نقد المظاهر الدينية لا يقصد بها الطعن  وتشويه الدين!؟فهذا في حالة حسن الظن أما في حالات الوضوح الشديد لبعض الأعمال في الطعن الواضح للدين وأركانه وغير ذلك فلا مجال لحسن الظن ، ويكمن الحل في معارضة هذا الفن في فن مثله أو التواصل مع أهل الفن والتأثير فيهم أو ببعضهم وقد نجح البعض بذلك أو مشاركة أهل الفن ببعض الأعمال بكل الوسائل أما الوقوف هكذا ببوابة الشكوى التذمر فلا ينفع فالفن يستطيع او استطاع التشويه ربما لم ينجح بتدميرنا لحفظ الله تعالى لكن أبعد عنا الناس ونفرهم فلا بد من حل جديد وما طرحته مجرد نماذج والا الكلام والشواهد بحر كبير .