رياضة

الجاران اللدودان.. يتنافسان اليوم على لقب كوبا أمريكا

يتوقف قطار بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كوبا أمريكا 2015) المقامة حالياً في تشيلي عند محطته الأخيرة مساء اليوم السبت عندما تختتم المنافسات بالمواجهة المثيرة التي تجمع بين “الجارين اللدودين” منتخبي تشيلي والأرجنتين في المباراة النهائية بالاستاد الوطني في سانتياغو.
وقبل المباراة المرتقبة أمام منتخب تشيلي، الذي لم يتوج في تاريخه بكأس العالم أو كوبا أمريكا، يعد المنتخب الأرجنتيني هو المرشح الأوفر حظاً للفوز واعتلاء منصة التتويج، لكنه يدرك أن كل شيء وارد في كرة القدم.
وحذر النجم ليونيل ميسي قائد المنتخب الأرجنتيني قائلاً: «الإحصاءات لا يفترض الاعتماد عليها في النهائي».
وفاز ميسي بالعديد من الألقاب مع فريقه برشلونة الإسباني، لكنه لا يزال يبحث عن التتويج بقميص المنتخب، حيث خسر معه نهائي كوبا أمريكا 2007 وكذلك نهائي مونديال 2014، والآن يأمل النجاح في المرة الثالثة عندما يخوض نهائي اليوم وهناك شعور سائد بأن جيلاً للمنتخب الأرجنتيني يضم ميسي وسيرجيو أغويرو وكارلوس تيفيز وأنخيل دي ماريا وغيرهم من النجوم البارزين لا يفترض أن ينتهي قبل أن يمنح الأرجنتين لقباً كبيراً، تنتظره الجماهير منذ التتويج آخر مرة بلقب كوبا أمريكا في 1993.
بعد 37 عاماً على النزاع الذي كاد ينتهي بحرب دامية بين تشيلي وجارتها الأرجنتين، تتجدد الخصومة بين البلدين لكن هذه المرة على ارضية الملعب عندما يتواجهان اليوم السبت في نهائي بطولة كوبا أمريكا.
«آمل أن يفهم الناس أن كرة القدم رياضة وليست حرباً»، هذا ما قاله نجم الأرجنتين وبرشلونة الإسباني خافيير ماسشيرانو عشية لقاء الجار التشيلي في المباراة النهائية للبطولة القارية التي ترتدي أهمية بالغة للطرفين، اذ يسعى المنتخب المضيف لدخول سجل الأبطال وجاره اللدود إلى لقبه الأولى منذ 22 عاماً.
رغم الكلام «الجميل» لماسكيرانو الذي ردده أيضاً مدافع تشيلي اوجينيو مينا بقوله بانه «من المهم جداً على الفريقين احترام بعضهما بعضاً»، فان هذين البلدين بعيدان كل البعد عن «الأخوة» رغم تقاسمهما حدودا بطول 5 آلاف كلم والتخالط بين المجتمعين في ظل وجود 60 الف أرجنتيني في الاراضي التشيلية.
«لا يجب على كرة القدم ان تتدخل في العلاقات الوطيدة التي توحد بلدينا»، هذا ما شدد عليه وزير خارجية تشيلي هيرالدو مونيوس في محاولة منه لترطيب الأجواء قبل الموقعة المرتقبة على «ستاديو ناسيونال» في سانتياغو.
لكن لا يمكن لهذه الاجواء «الرياضية الودية» ان تبعد عن الاذهان ما حصل عام 1978 حين كان البلدان بقيادة الديكتاتورية العسكرية حينها قاب قوسين أو أدنى من الدخول في حرب لا تحمد عقباها بسبب نزاعهما حول تحديد حدود قناة بيغيل وملكية الجزر الثلاث بيكتون ولينوكس ونويفا التي تقع عند فوهة هذه القناة.
ويرجع تاريخ النزاع بين تشيلي والأرجنتين إلى السنوات بين 1880 و1890، أي منذ حاولت الدولتان تقسيم إقليم بتاغونيا الجنوبي بينهما تحت اشراف بريطانيا وبعد ان اعلنت الجمعية الجغرافية الملكية فى لندن ان رأس هورن هي الحد الفاصل بين المحيط الهادىء والمحيط الاطلسي، وقد تم في ذلك الوقت توقيع معاهدة حدود بين الدولتين.
في الملعب، ستكون الأرجنتين أمام فرصة ثانية في أقل من عام من اجل التربع على منصة التتويج للمرة الأولى منذ.
وكانت الأرجنتين الصيف الماضي امام فرصة ذهبية لفك صيامها عن الألقاب منذ 1993، أي منذ إحرازها لقبها الرابع عشر الأخير في كوبا أمريكا بفوزها في النهائي على المكسيك (2-1)، بوصولها إلى نهائي كأس العالم للمرة الاولى منذ 1990 لكنها سقطت أمام ألمانيا مجدداً بالخسارة أمامها 0-1. وبعد ثلاثة اسابيع على انطلاق النسخة الرابعة والأربعين من البطولة القارية، دقت ساعة الحقيقة بالنسبة لليونيل ميسي ورفاقه في «لا البيسيليستي» الذين استحقوا قيادة بلادهم إلى النهائي السابع والعشرين بعد أن كشروا عن انيابهم في الدور نصف النهائي باكتساحهم الباراغواي وصيفة بطلة النسخة الماضية 6-1. ومن المؤكد ان مهمة رجال المدرب مارتينو لن تكون سهلة على الاطلاق بمواجهة منتخب مضيف يسعى إلى تدوين اسمه في سجل الأبطال بعد أن كان قريباً من ذلك في أربع مناسبات سابقة (1955 و1956 و1979 و1987) من دون أن يصيب النجاح.
ويمكن القول إنها من المرات النادرة التي يصل فيها إلى نهائي إحدى البطولات الكبرى أفضل منتخبين، لأن تشيلي بقيادة مدربها الأرجنتيني خورخي سامباولي تستحق ايضاً التواجد في مباراة اليوم السبت إذ كانت المنتخب الأكثر ثباتاً والأفضل أداء وكانت الوحيدة التي تفوز بفارق أكثر من هدف خلال الدور الأول (2-صفر على الاكوادور و5-صفر على بوليفيا) قبل ان تجرد الأوروغواي من اللقب بالفوز عليها 1- صفر في الدور ربع النهائي ثم على البيرو 2-1 في دور الأربعة.
ومن المؤكد ان ليونيل ميسي الذي توج مع الارجنتين بلقب كأس العالم لدون 20 عاماً في 2005 وبذهبية أولمبياد بكين في 2008، سيسعى جاهداً لكي يخرج هذه المرة منتصرا مع منتخب الكبار بعد سلسلة طويلة من الخيبات.
وفي حال تمكن من الفوز بلقبه الأول مع منتخب الكبار، فسينهي ميسي موسمه الرائع بأفضل طريقة بعد أن قاد فريقه برشلونة إلى إحراز ثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا.
وستكون المواجهة مميزة أيضاً على صعيد اللاعبين إذ يتواجه ميسي وخافيير ماسكيرانو مع زميلهما الحالي في برشلونة الحارس كلاوديو برافو والسابق اليكسيس سانشيس الذي يدافع حالياً عن ألوان أرسنال، كما سيسعى نجم تشيلي ارتورو فيدال إلى الثأر من ميسي وماسكيرانو اللذين قادا فريقهما إلى الفوز على يوفنتوس الإيطالي (3-1) في نهائي دوري أبطال أوروبا للموسم المنصرم.
كما سيتواجه مهاجم تشيلي إدواردو فارغاس، بطل لقاء نصف النهائي ضد البيرو ومتصدر ترتيب الهدافين، مع زميله في نابولي الإيطالي غونزالو هيغواين