آراؤهم

احذر اللسان

“حال أكثر الناس عند الفتن 
أسمع عنك وليس اسمع منك”
( حذاري اللسان ) 
هذا العنوان له وجهان:
الأول : وجه مشرق .
والثاني : ووجه مظلم .
يقع كثير من الناس، في تخبطات يُفسد فيها علاقاته الاسرية، والاجتماعية، بسبب أنه يستمع إلى الأقوال، ثم يقوم بترديدها ونقلها من مكان إلى مكان يُلقيها جِزافاً، متساهلاً بأعراض الناس، وأكل لحومهم بالباطل وتمزيق العلاقات وتقطيع الأرحام والأواصر بينهم.
وإشاعة القسوة والغلظة والنّفرة بينهم، ألا ليته سكت، أو س?مِع? منه لكان خيراً له، وللأسرة والمجتمع، بل وللأمة التي مزقها لسانه أشد تمزيق.
نعم إن هذا اللسان: يُطفؤ أنوار الود والمحبة والأخوة والصداقة، فياله من وجه مظلم افترى على نفسه قبل أن يفتري على غيره من الناس، لأنه أشبه بالاسطوانة، تعيد وتكرر ولاتدرك ما تكرره هل هو خير أم شر، قال تعالى: {ولايغتب بعضكم بعضاً}
وهناك الوجه المشرق، الذي يُصلح ما أفسده، ذلك الوجه القبيح، فتراه لا يقول إلاّ حقاً وصدقاً واصلاحاً بين الناس، وقولاً معروفاً، فلايتكلم إلاّ بدليل ثابت، لا ظناً ولا تخميناً، بل نقلاً موثوقاً للتأليف والتقريب والتحبيب، بين الناس، قال تعالى: {وقولوا للناس حسنى}.
ختاماً: مع أي الوجهين أنت، لسانك هو من يحدد، فاحذر اللسان فإنك به إن استقام استقمت، وإن إعْوجّ اعوججت.
بقلم.. د.خالد المرداس