عربي وعالمي

هل ستنشئ تركيا منطقة آمنة أم خالية من داعش؟

يتحدث المسؤولون الأتراك عن عزمهم إنشاء منطقة آمنة في مناطق من الشمال السوري، وأنهم اتفقوا مع الأمريكيين في ذلك، بينما يتحدث بعض المسؤولين الأمريكيين عن منطقة خالية من داعش.
ويتساءل المراقبون عما إذا كان هناك فرق في المصطلحات ما بين المنطقة الآمنة، حسب التسمية التركية، وبين المنطقة الخالية من داعش حسب المصطلحات الأمريكية، أم أن الأمر يمتد إلى فروق أخرى في التوجهات والسياسات.
وتداولت الصحافة الغربية، مؤخراً، أن اتفاقاً أبرم بين تركيا والولايات المتحدة على الخطوط العريضة لخطة، هدفها إبعاد عناصر تنظيم “داعش” عن المناطق المحاذية للحدود بين تركيا وسوريا.
وتحدثت صحيفة الغارديان، أمس الأربعاء، عن “صفقة تاريخية من شأنها أن تسحب تركيا إلى الدخول أكثر في الحرب بسوريا”، غير إن الاتفاق على إنشاء منطقة خالية من تنظيم داعش، كما يسميها المسؤولون، تستلزم تكثيف الضربات الجوية الأميركية ضد مواقع داعش في الشمال السوري، خاصة بعد الاتفاق على فتح قاعدة إنجيرلك أمام الطيران الأميركي.
وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية التركية “طانجو بيلغيج”، إنّ مجلس الوزراء التركي صادق على قرار فتح قاعدة “إنجيرليك” العسكرية أمام طائرات التحالف الدّولي، التي تشنّ غارات جوية ضدّ مواقع تنظيم “داعش” في كلّ من سوريا والعراق.
وبحسب ما قال مسؤول تركي، طلب عدم ذكر اسمه، لشبكة إرم الإخبارية، فإن هذه الخطوة تأتي في سياق اتفاق متكامل، ينص على إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري، تمتد على طول 90 كلم وعمق يصل إلى 50 كلم، وهو أمر سيحدده المسؤولون العسكريون، حسب مقتضيات الأمن القومي التركي.
وكان الرئيس التركي، قد صرح أمس أن المنطقة الآمنة، ستشكل ملاذاً لأكثر من مليون لاجىء سوري.
وفي نفس السياق، قال “بيلغيج”: “لدينا ما يقارب مليوني لاجئ، يشكل السوريون الغالبية العظمى منهم، وهم يرغبون في العودة إلى بلادهم”.، وأكد أنّه تمّ الاتفاق مع الجانب الأمريكي بهذا الخصوص.
غير إنه ليس من الواضح تماماً كيف سيتم إنشاء المنطقة الآمنة أو الخالية من داعش، إذا تدور أسئلة عن الجهة التي ستولى حراستها، وكيف ستتم عملية حظر الطيران السوري فوقها، وهل يتضمّن الاتفاق التركي الأمريكي فرض منطقة حظر للطيران التي تحلّق فيها طائرات التحالف، وماهو الرد في حال قيام قوات النظام الرئيس السوري بمهاجمتها أو قصفها بالطيران.
وتتحدث “الغارديان” عن أن الولايات المتحدة “وافقت على العمل مع تركيا والمقاتلين السوريين لمسح شريط-60 ميل من الأرض بالقرب من الحدود، التي من شأنها أن تشكل منطقة خالية من تنظيم “داعش”، وفي الوقت نفسه، ملاذاً آمنا للاجئين السوريين في تركيا.
ويعتبر بعض المحللين الأتراك، أن الفرق هو بالمصطلحات فقط، وأن المنطقة الآمنة التي يتحدث عنها المسؤولون الأتراك، هي نفس المنطقة الخالية من داعش، التي يتحدث عنها المسؤولون الأمريكان، لكن تحديات كثيرة تواجه إقامة هذه المنطقة.
وأهم التحديات هي المدى الزمني اللازم لإنشائها، وحول طبيعة وهوية الفصائل السورية المسلحة التي ستتولى مسؤلية حراستها، وكذلك ما هي الكيفية التي ستلجأ إليها كل من تركيا والولايات المتحدة لتأمين الحماية الجوية لها.