كتاب سبر

الدحه

كتب صالح الرحمي:
@altyaar11
لعبة حرب تغنى بها أجدادي منذ مئات السنين، وصدحت بها جبال خرسان وفارس من آهازيج حناجرهم وهدير الزمل كانت تشابههم، إنذار حرب للطامعين، أصلها “بكر بن وائل”، لعبة حرب أرعبت كسرى في عرشه، وعلى نغمات “اللعبة” وطاروق الدحه اصطف أجدادي “بنو وايل” جنبًا إلى جنب وكتفًا لكتف، بنظرات الترهيب والتخويف لأعدائهم، تناقلتها قصص التاريخ ورواها المؤرخون جيلا بعد جيل عن لعبة حرب أرعب لعَابتها عروش السلاطين على مر الزمان. 
لينتهي بها الحال بعد كل ذاك التاريخ وتكون لعبة “دمبكة” على يد من لم يفهم ما معنى “الدحه” ومن لم يقرأ أساطير هذا الطاروق، وأمجاد “الويلان”، وتصويرها لمن لا يعرفها بأنها ليست سوى لعبة تراث ارتبط اسمها بقبيلة عنزة، دون حقوق مكفولة وملكية مصونة وبأبواب مشرعة للتغيير والتأليف بأنماطها، والتشويه والتسويف لتصبح في نهاية المطاف لعبة أطفال وسذج تنهق حناجرهم بأصوات مبحوحة لا تعرف معنى ولا قيمة لتراث أصيل يحكي في طياته أمجاد أسلاف قوم لو علموا بما حلَ بإرثهم لاستنجدوا بأحفادهم وأحفاد أحفادهم لحماية هذا الإرث وما تحمله صفقات أيدي “الدواحيح” وميلان “الحاشي” من معاني الأمجاد وما تختصره الأبيات في “هلا هلا يا ولد”.