كتاب سبر

هل جاء دور النفيسي في حشد وتحريض القبائل ضد الدولة؟

محاولات حشد القبائل وتحريض أبناءها على الدولة لم تتوقف منذ ما يسمى “كرامة وطن”، ويبدو أن هناك مشروعا إقليميا وليس محليا يقف خلف مثل تلك الخطوة لكن له امتدادات محلية تتصدر المشهد تارة وتختبئ تارة أخرى.
هناك تحالف قام بين دولتين غربيتين ودولة غير عربية في المنطقة وإحدى الدول الخليجية لفرض رؤية جديدة على المشهد السياسي ، ويبدو أن نتائج تلك المحاولة لم تصل إلى الحد الذي يمكن أن يسجل على أنه إختراق للمشهد ، بل أن مسار تلك المحاولة يبتعد كثيرا عن تلك النقطة المفترضة كل يوم.
هذه الأيام يأتي دور د.عبدالله النفيسي فيما يبدو لتجريب حظه في مشروع (( تحشيد )) القبائل وأبناءها ضد الدولة ، وهذه المرة من خلال إستحضار البعد الطائفي في (( خلية العبدلي )) ، بعدما فشلت حالات أخرى تحت  شعارات الحرية والديمقراطية وغيرها من الشعارات التي تساقطت الواحدة تلو الأخرى عند أقرب منعطف.
في الفخ أكبر من العصفور كما يقول المثل ولايمكن أن يكون مايجري من محاولات تجاه أبناء القبائل (( صدفة )) بل يبدو لي أن هناك مخطط لإعادة إستخدام تلك القبائل في معارك خارجية وداخلية بعدما نجحوا في تحريضها على مقاطعة الإنتخابات الماضية ليكتشف أبناء تلك القبائل حجم الخطأ وربما الخطيئة التي أرتكبت بحق الوطن.
القبيلة مؤسسة إجتماعية كما قلنا أكثر من مرة ودورها ينحصر في الإطار الإجتماعي ، والسياسة لها أدواتها الخاصة (( أحزاب ، تنظيمات ، مؤسسات )) وليست القبيلة جزء من تلك الأدوات حتى تحشر في كل مرة يراد طرف ما أن يصفي حسابه مع  طرف آخر سواء أكانت تلك الأطراف خارجية أو داخلية.
د. النفيسي يملك خيار نفسه ويمكن له أن يكون جزءا من أي مشاريع  المنطقة إذا أراد فله الحرية المطلقة ، لكن محاولة إستخدام القبائل وأبناءها كوقود للمعارك الخارجية وخاصة الطائفية منها لن تكون سهلة فقد سبق وإن حاول أحدهم قبله وأخفق في جر قبيلة مطير تحديدا في معركة تصفية الحسابات بين أحد لصوص المال العام والدولة وستخفق محاولات د. النفيسي كذلك فالقبائل ليست (( الضلع القصير كل من بغاه طمره )).