آراؤهم

الحقيقة التي لا تقبل النقاش

الحقيقة التي لا تقبل النقاش لا وجود لها عند أصحاب الفكر المنحرف ، عبارة موجزة قد يظن قارئها ان خطأ مطبعيا قد اعتراها وان لا التي سبقت كلمة تقبل قد ادخلت في الجملة سهوا ..  
في الحقيقة لا يوجد اي خطا بل ان الحقيقة التي لا تقبل النقاش لا وجود لها فعليا عند اصحاب الفكر المنحرف من أرباب التيارات الليبرالية ومجاميع العلمانيين فاباطرتهم على استعداد تام لمناقشة اي حقيقة طالما انها مثبتة دينيا وان من يدعو اليها من اصحاب اللحى الطويلة ًالدشاديش القصيرة كما يسمونهم .. 
فالدعوة للفضيلة تشدد والدعوة الستر وصاية والأمر بالصلاة تجني على حريات الناس وانتقاد المظاهر السلبية جزء من الفكر الظلامي او هكذا زعموا 
واقع مرير مؤسف او سمه ما شأن ذلك الذي يعيشه هؤلاء المساكين فيبدو ان معظمهم ان لم يكن كلهم قد  ظنوا او اعتقدوا او لنقل تأدلجوا على انتقاد الدين وربما اعتبروه جواز مرور لعالم مثالي مقتبس من عصر النهضة الأوربية 
نعم ببساطة ان منعنا الدعوة وأغلقوا المساجد وسمحنا بالفساد الأخلاقي والاجتماعي سنجعل من الكويت باريس ومن القاهرة طوكيو ومن دمشق وبيروت وبغداد والمنامة لندن او واشنطن جديدة 
أليس هذا ما تدعون اليه يا أرباب هذا المذهب الخبيث ؟ مرورا بتاريخكم الأسود قدر الله ان يبتلينا بتسلطكم تحت مسميات شتى فبين القومية الناصرية في مصر والعلمانية بمفهومها الأولي في تونس ونظام الحكم العسكري في الجزائر لم تورثوا لتلك الشعوب التي حكمتموها سوى الذل والهوان اعتقالات 
ومجاميع من الفقراء غياب لأبسط الخدمات وارتفاع لمعدلات الجريمة والعوز وفي النهاية تلصقون عذاريب فشلكم باولائك المساكين ذوي اللحى الذين أسكنتموهم هم اقبية السجون وكأنهم هم السلطة وانتم المعارضة 
حالات هروبكم من واقع الفشل لم تفضحها اكثر سوى جرائمكم ولعل ابرزها تلك التي في سوريا فمن هذا الذي ينكر علمانية نظام البعث الأسدي فضلا عن الصدامي الذي سبقه فهل وستقوم منهاج كم من واقع مصالحكم وستفعلون مثلما فعلوا ان دارت عليكم الدائرة ؟ 
ان الحقيقة التي لا تقبل النقاش هي ان اكثر التيارات ذات الهوى الليبرالي ممن وصفت في اول هذا المقال وخصوصا العربية منها لا تملك في حقيقة الامر اي رؤية واقعية لإدارة بلدانها لأسباب متعددة أولها ان تل التيارات نفسها تعاني من فساد اداري في ذلت هيكلها فبعض من مؤسسيها كانوا  ٍا عبارة عن جنود بسطاء او معدومين فاستغلوا واقع الانقلابات والهوى القومي فركبوه كما ركبت القضية الفلسطينية من قبل ليجدوا انفسهم وثروات بلدانهم بين أيديهم فنسوا شعاراتهم  امام بريق الذهب الذي خطف أبصارهم فتحول ٍا لحكومات لصوص لا يردعهم دين ولا دنيا..  
البعض الاخر منهم كان موهوما بالسلطة فركابها سياسيا مستفيدا من نفوذه ليتحول اما الى نائب او وزير وربما تحول بعضهم الى رئيس فاستفاد من واقعه ليزيد من ثروته غير أبه بجموع من صدقه وأيده وانتخبه 
وبين هذا وهذا تجمع اصحاب هذا الفكر كراهيتهم للأصول الاسلامية كون ان هذه الهالة المنبعثة من واقع ديني تتعارض في الحقيقة مع ما هم يعيشون به من فساد فسعوا لشيطنتها إعلاميا تحت مسميات كثيرة ابرزها الإرهاب الذي اصبح شيكا مفتوحا لسحب دم من لا يؤيد ويهتف بالفداء بالروح والدم 
ومن اسباب فشل هذه التيارات غياب نظام التخصص فاساس اختيار الشخصيات المناسبة لشغل المراكز القيادية لا يعود الى الكفائة بقدر ما يعتمد على المحاباة فترى المتردية والنطيحة أراذل القوم صاروا أعزة لا لشيء الا لأنهم كانوا جزءا من ذلك التيار الخرف ..
ولعدم الإطالة في ذكر معايب تلك الفئة التي لا تحصى فان من اسباب فشلهم ايضا استنساخهم لنظام الحكم الأمني الذي أخذوه من الاتحاد السوفييتي وليتهم نسخوا تطوره التقني والعلمي معه ولكن رغبات اولائك المساكين تندرج تحت رغباتهم الشخصية ونلئ جيوبهم لا عزة أوطانهم وتقدمها 
وأمام واقع هذا التيار التعيس وكون أكثر من ينتمي اليه ممن عرف حقيقته ممن ينطبق عليهم مثل ( مع شينه وقوات عينه ) فان المؤسف ان ينحصر الفضاء الاعلامي الاسلامي على نفسه دون اي دعم حقيقي ليترك الساحة مفتوحة امام وسائل الاعلام العلمانية لبث سمومها دون أدنى رادع 
ورغم وجود بعض النماذج المضيئة في ذلك الفضاء فان الدور الذي تلعبه لا يزال بحاجة للكثير من الجهد والتطوير سيما وان معظم تلك التجارب قد أتت اكل طيبة رغم قلة خبرتها وانخفاض دعمها 
ان الاعلام سلاح فتاك لا بد ان ينظر اليه نظرة جدية فالدعوة الحقيقية الى النهج الاسلامي يجب الا تنحصر فقط في إطار المساجد التي قيدت وللأسف مؤخراً ويجب الا تكون منحصرة ايضا في مواضيع دون اخرى ان الدعوة الحقيقية عبر الاعلام سيكون لها اكبر الأثر  في تغيير وتفتيت النظرة الطبقية السائدة لدى أواسط الشعوب للتوجه الديني في الادارة والحكم 
ان تلك النظرة السوداوية التي صنعتها آلة الاعلام الليبرالية لن تلبث ان تنتهي بمجرد وجود آلة اعلامية مضادة ذات مصداقية تري الناس الجانب الصادق ولن اقول الإيجابي للدعوة الى الله تعالى منهية سلسلة الأكاذيب السمجة التي انتهجتها التيارات التغريبية المضادة 
ببساطة انه سلاحنا ورأس حربتنافي مواجهة تلك المفاسد فان أهملنا صقلت فلا نلومن سوى أنفسنا فان الله كما وعدنا بالنصر فقد وضع له أسبابا ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا 
محمد سعود البنوان 

Ofoqm@hotmail.com

@banwan16