آراؤهم

استراتيجيات ( هُبّل ) !!

بعد احباط اليوم الأول لمهنة التعليم والذي قمت بوصفه بالمقال السابق .. قررت حينها الانضمام لفريق (لا تتعب نفسك) يمتاز هذا الفريق (بالحالة الصنمية) وهي مركّب لمجموعة خبرات سلبية تكونت خلال السنين لدى المعلمين أصحاب الخبرة ! نتج عنها تحول المعلم لصنم دون مشاعر ودون أي نوع من مبادرة !
ازداد وزني من كثره الطعام فلا يسعك عند العودة من الحصة الدراسية سوى أن تقوم بما يطلق عليه تحفيزاً (ابلع العافية)  حتى وصل وزني من 83 الى 92 كيلو ! بدأت افقد سعادتي شيئاً فشيئاً .. أحاول النوم واضعاً رأسي على مكتبي فلا أستطيع ! انظر من حولي فأرى وجوها غلبها النعاس! يقول أحدهم وهو يأكل (الشابورة) المتطايرة من فمه أثناء حديثه:”تعال نتمشى بالمدرسة نغير جو”، تثاؤب عميق: “مالي خلق!”، يقرع الجرس فوق رأسي تحديداً !! غير معقول! ألا يوجد صوت أفضل وأنعم من قرع الجرس! موسيقى.. صوت خرير ماء ..أي صوت غير صوت الجرس!
من (الفضاوة) قررت الجلوس  للاستماع لنصائح معلم خبرته رفعت مقامه لدى المعلمين لدرجة أعلى من (الصنم هُبل أيام الجاهلية) ! يتحدث ناصحاً إياي أنا وبعض المعلمين الجدد! 
يقول:
1- عندما تفقد السيطرة في الفصل ابحث عن كبش فداء و(طيح فيه زف)! هناك ستحقق الرهبه منك! (استراتيجية الهجوم المضاد)
2-  لا تضرب أي طالب فقد تتعرض للمساءلة و إن كان ولا بد فاحرص ألا تترك أثراً! (استراتيجية حماية النفس) 
3-  عاقب الجميع بالجملة فسيضغطون على الفاعل للإعتراف! (استراتيجية الفوضى المسيطرة)
4- احرمهم من حصة البدنية أو من الفرصة (استراتيجية القهر)
5- سيطر بينما تظهر بمظهر الخاضع ( استراتيجية العدوانية المستكينة)
6- اهزمهم بالمفرق من خلال زرع الغيرة بينهم (استراتيجية فرق تسد).
7- دمره من الداخل حتى يشعر بالإحباط (استراتيجية الجبهة الداخلية)!
8- اخلق الإحساس بالإلحاح واليأس من خلال التهديد بالدرجات والاتصال بولي الأمر!  ( استراتيجية الحاجة)
9- ابقِ الطلبة في رعب واخلق جواً من استحالة التنبؤ بحركاتك خصوصاً في أول حصة لك (استراتيجية الرعب) 
10- ضع جاسوساً في كل فصل (استراتيجية الاستخبارات)
11- ابنِ صيتاً عن نفسك بأنك عصبي لدرجة الجنون مما يصدهم عن الخطأ (استراتيجية الردع). 
يخيل إليَّ أن هذا المعلم يطبق كتاب استراتيجه الحرب لروبرت غرين! نعم تنفع هذه الاستراتيجية في صناعة “صنم” لا صناعة طالب.
*حقيقة: المعلمون يتهمون الطلبة بسوء الخلق، والطلبة يتهمون المعلمين بالقسوة ، وأولياء الأمور يتهمون المعلم بالتقصير بسبب سوء التحصيل العلمي لأبنائهم، والمدير يلقي باللوم على المنطقة التعليمية! كلٌ يلقى باللوم على الآخر! (استراتيجية الشمّاعة).
للإخوة الإيجابيين قريباً اكتب لكم فلا تستعجلوا .. إنما أصف جزءاً من واقع (يمكن تغييره بالأمل والعمل)  ..
بقلم: أ.محمد السيد إبراهيم الرفاعي
تويتر وانستغرام @malrefaie

7 تعليقات

  • أستاذي الفاضل. انت نعمة في زمن الفتن
    أدعو الله لك بالتوفيق وسدد الله خطاك
    وبالفعل مقال يجسد واقع الطالب الصنم
    متى سنبدع متى ستعودأمة يهابها الأعداء لعلمها

  • فعلا سمعت بعضا من هذه الكلمات وخاصة وانا حديثة التعيين ، اضف يا سيدي استراتيجية اخرى وهي استراريجة كسر الباب فقد قالت لي احدى المعلمات المعمرات ” اذا دخلتي الصف فادخلي بصفق الباب على الحائط بقوة وانظري بنظرة حادة الى الجميع كي تهابك الطالبات ويأخذن الانطباع الاول عنك “

  • فعلا هذا الواقع المرير الذي نعيشه يوميا بمقاومته .. بكل مانملك من سُبل على أمل أن لاآ ننهزم يوما 🙏🏼💔

  • كلام منطقي وواقع جسدته بمصطلحات تناسب العملية التعليمية انت تجيد تطبيق التخطيط للفهم استاذ محمد ههههه👍👍👍👍

    الرد

أضغط هنا لإضافة تعليق