عربي وعالمي

روسيا تنتهك الجو التركي.. وأنقرة تستدعي السفير

(تحديث..1) أعلنت وزارة الخارجية التركية أن طائرة حربية روسية انتهكت المجال الجوي التركي يوم السبت الماضي وأن سلاح الجو دفع بطائرتين إف 16لاعتراضها.

إلى ذلك، أعلنت الوزارة أنها استدعت السفير الروسي للاحتجاج على الواقعة وطالبت بعدم تكرارها.
يأتي هذا في وقت تعارض تركيا التدخل الروسي في سوريا، وتعتبره خطأ جسيماً.

فقد وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد حملة القصف الجوي التي تشنها موسكو في سوريا بأنها “غير مقبولة” قائلاً إن روسيا “ترتكب خطأ جسيماً”.

وصرح أردوغان في مؤتمر صحافي في مطار اسطنبول قبل توجهه في زيارة إلى فرنسا أن “الخطوات التي تقوم بها روسيا وحملة القصف في سوريا غير مقبولة بأي شكل من الأشكال”


استهدفت الغارات الجوية الروسية على سوريا في يومها الخامس مواقع للمعارضة السورية المسلحة في أرياف حمص وحلب واللاذقية وإدلب، موقعة قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وتزامنت إحدى هذه الغارات مع محاولة لقوات النظام التقدم في ريف حمص، لكن المعارضة المسلحة قالت إنها تمكنت من صدها.
وأفاد مراسل الجزيرة جلال سليمان بأن الطائرات الروسية لا تكاد تغادر ريف حمص الشمالي، حيث تشن غارات تستهدف مواقع مدنية وأخرى عسكرية بعيدا جدا عن مواقع تنظيم الدولة الإسلامية.
وأكد المراسل أن المعارضة السورية المسلحة استعدت لتفادي الضربات الروسية ومواجهة أي محاولة من جانب قوات النظام للاستفادة من هذه الضربات.
وأشار إلى أن المعارضة السورية المسلحة أخلت منذ اليوم الأول للضربات الروسية مقراتها وغيرت مواقع أسلحتها نحو أماكن غير معلومة وحصنت جبهاتها مع قوات النظام، فضلا عن تشكيلها غرفة عمليات موحدة تجمع كافة أطياف المعارضة في ريف حمص.
وقصفت الطائرات الروسية بلدة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، كما استهدفت مواقع للمعارضة المسلحة في منطقة أم شرشوح غربي مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي.
ونقلت عربات الإسعاف المصابين إلى المستشفى في تلبيسة، بينما قال أحد السكان إنه عثر على خمس جثث على الأقل في الجزء الغربي من البلدة.
وكانت بلدة “عقرب” في الحولة بريف حمص قد تعرضت لغارتين من طائرات روسية استهدفت مواقع مدنية وأخرى عسكرية تابعة للمعارضة المسلحة السبت.
وأعقب الغارتين قصف عنيف بالمدافع وراجمات الصواريخ، في حين حاول جيش النظام اقتحام البلدة من عدة محاور حيث دارت اشتباكات عنيفة.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 39 مدنيا على الأقل قتلوا منذ بدء الضربات الروسية يوم الأربعاء الماضي.
 

غارديان: تركيا والخليج يستعدان عسكريا لمواجهة روسيا
أثار قصف روسيا لمواقع المعارضة فى سوريا غضب الكثير من دول المنطقة من الذين كانوا يسعون للإطاحة بالأسد، ولذلك يتوقع خبراء سياسيين أن السعودية وقطر وتركيا سيضعافون حجم الدعم العسكرى للقوات المعارضة للأسد، حسبما ذكرت صحيفة جارديان البريطانية. 
ونقلت الصحيفة  عن محللين أنه من المتوقع أن تركز الرياض دعمها على المتمردين فى الجنوب، بينما ستركز  قطر وتركيا  على دعم متمردى الشمال، بما فى ذلك الميليشيات الإسلامية المحافظة مثل أحرار الشام. 
قال زميل بالمجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، جوليان ديسى، أن  ” التدخل الروسى فى سوريا يعد  نكسة للدول الداعمة للمعارضة”، بينما رأى المحلل السياسى على بكير  أن المجهودات القادمة يجب أن تركز على التنسيق بين تحالفات المعارضة فى سوريا. 
وعن الأحوال الداخلية للدول الداعمة للمعارضة، قالت الصحيفة أن دعم تركيا للمعارضة تعرقل قليلا حيث أنها تستعد لإنتخابات مثيرة للجدل بعد فشل وقف إطلاق النار على مجموعات الأكراد. 
 
وعلى الرغم من أن قطر والسعودية لديهم الأموال الكافية والإتصالات السياسية للإستجابة للتصعيد الروسى إلا أن الإنخراط فى حرب اليمن سيحد من النفوذ المادى والعسكرى لهما. 
ورأى الكاتب حسن حسن، مؤلف كتاب “داعش”، أن تدخل السعودية فى سوريا سيكون “زائد عن الحاجة” لأن سوريا لا تمثل تهديد للأمن القومى السعودى على الإطلاق بينما يختلف الأمر فى اليمن التى إعتاد شعبها على سيطرة السعودية على زمام الأمور فيها، بعكس سوريا، التى تسيطر عليها إيران.
واضاف أن أفضل رد على موسكو هو دعم المتمردين للضغط على روسيا وجعل الروس يتأكدون أن لهم حدود فى الإنجازات على أرض سوريا، ولكن التنافس الإقليمى بين السعودية وإيران سيجعل الرياض مصرة على فرض سيطرتها فى سوريا. 

اتحاد علماء المسلمين يدعو لمقاومة التدخل الروسي في سوريا
دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى “مقاومة التدخلات الدولية في عالمنا العربي والإسلامي، وبخاصة في القضية السورية التي ظهر واضحا تدخل القوات الروسية والإيرانية وميلشيات لبنانية وعراقية، لدعم نظام الأسد المجرم بذريعة محاربة الإرهاب”.
وطالب الاتحاد، العالم الحر بالاستمرار في دعم ثورة الشعب السوري ونضاله ورغبته في التحرر من قبضة نظام بشار، الذي وصفه بـ”المجرم الأثيم”.
ودعا الاتحاد إلى تسليح المعارضة  المعتدلة، كما يرى “أنه لا حل إلا برحيل الأسد الذي يقتل العباد ويدمر البلاد.
كما دعا الاتحاد “لمواجهة هذه الهجمة الروسية التي تستهدف المقاومة المعتدلة، والمجاهدين المناضلين، والمدن الصامدة، التي تتعرض لقصف الطائرات والصواريخ بشكل يومي ومتواصل، ما أدى لاستشهاد العديد من أبناء الشعب السوري الحر، مع التخاذل الأممي، والتواطؤ الغربي، والضعف العربي والإسلامي”.
وفي السياق ذاته، دعا بيان الاتحاد -الذي حصلت “عربي21” على نسخة منه-  إلى اتخاذ قرار أممي، يقضي بحظر طيران قوات الأسد وداعميه فوق سوريا “.
وقال  الاتحاد، إنه “يتابع بقلق بالغ المخاطر التي تتعرض لها الأمة الإسلامية منذ سنوات طويلة، ومحاولات التفتيت والتقسيم والإضعاف لأمتنا، والسيطرة على بلادنا ومقدساتنا ومواردنا وثرواتنا، وفرض التبعية علينا، ووأد أي محاولة للتحرر من تلك التبعية التي تسببت في تأخر الأمة الإسلامية عن باقي الأمم”.
وتأسف الاتحاد من “إعلان أنظمة عربية تأييدها لهذه الضربات، أو تذهب لعقد صفقات مشبوهة مع روسيا في هذا التوقيت، وكأنها تدعمها وتقرها على ما تقوم به من تدخل مرفوض في بلادنا وقضايانا لحماية أنظمة إجرامية قاتلة”. 
وطالب الاتحاد جموع الأمة برفض أي تدخلات أجنبية في الشأن السوري، روسية كانت أو إيرانية أو غيرها، وكذلك يطالب حكوماتها بالضغط من أجل إيقاف الطلعات الجوية العدوانية التي تستهدف المدنيين والثوار والمجاهدين الأحرار. 
وناشد الاتحاد الدول العربية والإسلامية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، المطالبة بسرعة تبني قرار أممي يقضي بحظر الطيران فوق الأراضي السورية لقوات بشار الأسد وداعميه من الروس أو غيرهم، وذلك حماية لمن تبقى من الشعب السوري الذي قتل منه مئات الآلاف طوال السنوات الأربع الماضية، ولازال القتل مستمرا.