عربي وعالمي

جنبلاط: روسيا تصنع ملاذًا لـ”الأسد” تحسبًا لسقوط دمشق

قال زعيم  الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط إن التدخل العسكري الروسي في سوريا يهدف إلى إقامة ملاذ آمن للرئيس السوري بشار الأسد فيما لو سقطت دمشق بيد الثوار.
وتحدث جنبلاط في حلقة الأربعاء (7/10/2015) من برنامج “بلا حدود”، عن التدخل العسكري الروسي الإيراني في سوريا، وانعكاساته على خرائط المنطقة ودولها وشعوبها.
خريطة دم 
ويرى السياسي اللبناني الذي يؤيد الثورة السورية ويعتبر نظام الأسد “وحشيا”، أن التموضع الروسي الحالي في قاعدة طرطوس وجوارها يشير إلى أنها ترسم بالدم خريطة جديدة لسوريا فيما يسمى بالساحل العلوي، حتى إذا خسر النظام تبقى له محمية روسية.
وأكد جنبلاط: روسيا لا تريد ولن تقبل بإسقاط الأسد بأي ثمن، ولذلك عززت قواتها في طرطوس، وستحاول إعادة السيطرة على المناطق التي احتلتها المعارضة.
وأضاف أن روسيا بتدخلها بهذا الشكل في سوريا تحاول القيام بضربة استباقية في مواجهة العالم العربي والعالم السني بالتحديد، ولحماية نفسها لأن هناك ثلاثين مليون مسلم سني في روسيا، لا سيما في المناطق شبه المستقلة، وكأنها توجه لهم رسالة بأن ما تفعله في سوريا يمكنها أن تفعله معهم ضد أي تمرد.
ويعد التدخل الروسي في سوريا أول تدخل عسكري كبير لها منذ احتلال الاتحاد السوفياتي السابق أفغانستان عام 1979. وفي الوقت الذي تؤكد فيه موسكو أنها تستهدف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، فإن قوى التحالف الدولي وقوى المعارضة السورية تؤكد أن الغارات تستهدف في حقيقتها المدنيين وقوى الثورة السورية المعتدلة، وذلك بهدف إضعاف هذه القوى وحماية نظام بشار الأسد.
ولكن ألا يعني تدخل روسيا بالضرورة فشلا في حماية الأسد من قبل المليشيات الطائفية التي تدخلت لحمايته، مثل حزب الله اللبناني وبعض المليشيات العراقية؟ يجيب جنبلاط “يبدو أن هذه المليشيات لم تتمكن من حماية النظام، لذلك جاءت القوة التدميرية الروسية. هذا الأمر سيزيد الدمار بسوريا ولن يؤدي إلى الحل السياسي المنشود”.
حرب مقدسة 
وبشأن مباركة ودعم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية للحرب على سوريا، وإظهار الأمر على أنه حرب مقدسة؛ يرى السياسي اللبناني أن هذا “ضرب من الحماقة. إن غرور بوتين أوصلهم لهذه الحماقة والمغالطة التاريخية”، محذرا من أنهم بذلك سيقضون على ما تبقى من مسيحيين في المنطقة العربية، وسيخلقون شعورا معاديا للمسيحيين في سوريا.
وأضاف أن ما يهم الروس هو الصراع بين العرب والمسلمين في المنطقة، بين الشيعة والسنة وغيرهم، مؤكدا أن المنطقة العربية مشتعلة بالفعل، والمسيحيون هم أبرز الخاسرين، فقد خسروا في العراق، وقد يهاجرون من سوريا.
ويرى جنبلاط جوانب اختلاف بين نموذج التدخل الروسي في أفغانستان وبين تدخلها في سوريا، وقال “الموضوع يختلف، كنا في مرحلة الصوملة السورية والآن نحن في الأفغنة”، لكنه أكد أن روسيا ستدفع ثمنا كبيرا، يدفعها في ذلك “جنون العظمة”، وقد يكون الثمن هو تقسيم سوريا.