محليات

#حملة_من_مواخيذنا.. تواجه “عادات أكثر قدسية من الدين”

(تحديث..1) لأن الخطوة الأولى دائمًا مكلفة وردود الأفعال عليها قاسية، واجهت “حملة من مواخيذنا” حملة شرسة لاقترابه من عادات اجتماعية تعامل معها الكثير بتقديس أكثر من الدين.

ومن القضايا الإشكالية التي مازالت تناقش في الغرف المغلقة وهي “تكافؤ النسب” والتمييز بين أفراد المجتمع، تحاول من خلالها “حملة من مواخيذنا” إخراجها إلى العلن للإقرار بها كمشكلة نعيشها ونعاني من تبعاتها.

حيث تحدّث الزميل “محمد الوشيحي” إلى صحيفة “العربي الجديد” عن الحملة التي أطلقها من حسابه الشخصي على “سناب شات” ولاقت صدى واسعًا لدى متابعيه، بدأ بالقول: “أتحدث هنا بصيغة الجمع، فالقضية ليست قضيتي الشخصية، بل قضية عدد كبير من الناس الذين أظهروا حماستهم بمجرد حديثي عن نيتي بدء الحملة. لذا لا نحلم باجتثاث هذه العادة التمييزية من جذورها، لكننا نطمح إلى وضعها على الطاولة، أمام مرأى الجميع. ونأمل بنقل النقاش حولها من الغرف المغلقة إلى المنتديات العامة، ووسائل التواصل، ووسائل الإعلام. فالحملة تسعى إلى تحريك المياه الراكدة، لتنبيه الغافلين، في بلدان الخليج العربي”. 

وأكّد على علمه بتكلفة إطلاق مثل هذه الحملة.. بقوله: “نعرف أن حملتنا ستتعرض لهجوم مضاد، ممن يعتقدون أننا ارتكبنا جرماً بحق العادات التي يعبدها ويقدسها، من دون أن يدري أنه وصل إلى هذه المرحلة، بحسب الردود والتعليقات التي تلقيتها، إن في تويتر أو سناب شات أو حتى على مقالاتي في الصحف، أزعم أنني لم أجد مثقفاً واحداً عارض فكرة الحملة، بل على العكس، أعلنوا عن دعمهم لها. أما سكوتهم السابق عنها، فلمعرفتهم بقيمة فاتورتها الاجتماعية الباهظة، ونتفهم موقفهم السابق، لكن أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً”. 

وأشار إلى أن الحملة “تهدف إلى عرض القضية أمام الناس، وتركهم يناقشونها في منتدياتهم ومجالسهم، كما يحدث الآن، وبعد ذلك تقديم الدعم الإعلامي للمتضررين من هذه العادة، حتى الوصول إلى مرحلة يرفض فيها المجتمع هذه التمييز القبلي في الزواج، ويتطهر منها. لكنّ التغيير الاجتماعي يحتاج إلى سنوات وليس شهوراً وأسابيع. ونحن، في حملتنا هذه، أعلنا عن بدء مسيرة التغيير”. 

كما أشار إلى أن الهدف من الحملة والمطلوب منها بدايةً “ليس الموافقة على مصاهرة المختلفين معك اجتماعياً، بل عدم الاعتراض على من يقدم على هذه المصاهرة. فالجميع يعلم أنّ من يكسر هذه العادة، من أبناء وبنات القبائل أو العائلات، التي تعتبر نفسها أصيلة، يُنبذ من قبل أهله وفئته، ويُعاقب أبناؤه وبناته وأخوته… وهنا سنتعامل بواقعية ونركز في انطلاقة الحملة على عدم نبذ من يكسر الحاجز، وعدم تشويه سمعته”. 

ولكسر مثل هذه الأفكار، الأمر يتطلب فك شراكة القدسية بين العادات والدين، ليعلق “الوشيحي” : “أكثر من ذلك، أزعم أنّ بعض العادات باتت أكثر قدسية من الدين، في أذهان البعض. ولا أدري لماذا تم التخلي عن بعض العادات الجميلة، والتمسك بهذه العادة، إلى درجة مرعبة”.



انطلاق حملة “من مواخيذنا”… غداً

تنطلق غداً السبت في العاشر من اكتوبر حملة “مِن مواخيذنا” التي تأتي رداً على الجملة الشهيرة “مو من مواخيذنا”.
وتهدف الحملة، كما صرّح محمد الوشيحي، في بداياتها إلى طرح الموضوع للنقاش، في المجالس الخاصة والديوانيات ووسائل التواصل والإعلام وغيرها، عبر إعلان المؤيدين لها عن التوقف عن النظر إلى أجزاء كبيرة من المجتمعات الخليجية بنظرة عنصرية تقلل من شأنها وتهين آدميتها وكرامتها.
أما هدف الحملة النهائي فهو إذابة الفوارق الاجتماعية في حالات الزواج والمصاهرة، عبر وضع عادة جديدة تليق بهذا العصر وثقافة شعوبه وظروفها، بدلاً من تلك العادة العنصرية البغيضة التي ترسخت بسبب الظروف القديمة وما صاحبها من جهل. 
وتدشن العادة الجديدة مبدأ حرية الناس في قرارات الزواج، بغض النظر عن النسب والمكانة الاجتماعية.