أقلامهم

دخيل الهاجري: رغبة الروس في الاستفراد بالقرار السوري والعراقي لن ترضى إيران عنه.

محور الجنوب الروسي  
بقلم: دخيل الهاجري 
من أقوال الجيوبوليتيكي الروسي البارز ألكسندر دوغين، والجيوبوليتيك مصطلح يعنى بالروابط والعلاقات السببية بين السلطة السياسية والحيز الجغرافي، بالتحالف مع إيران يمكن لروسيا أن تصل إلى الهدف الاستراتيجي الذي لم تحصل عليه طوال مئات السنين وهو الخروج إلى المياه الدافئة، والمياه الدافئة هي الخليج العربي.
لكن العوامل المفرقة بين روسيا وإيران أكثر من العوامل المشتركة بينهما وأولها رغبة إيران في الحصول على الأسلحة النووية التي تشارك روسيا الغرب والعالم في رفض امتلاك إيران لهذه الأسلحة التي ممكن أن توجه لروسيا في يوم من الأيام.
ثانيا رغبة الروس في الاستفراد بالقرار السوري والعراقي الذي لن ترضى إيران عنه.
ثالثا رغبة إيران في الانفتاح على الغرب والحصول على التكنولوجيا العسكرية والاقتصادية، هذا الانفتاح الذي سوف تكون روسيا أكبر الخاسرين منه بسبب توجه الأموال الإيرانية للغرب.
رابعا إمكانية قبول الروس متى ما توغلوا في المستنقع السوري بقبول تنازلات لا ترضي الإيرانيين الذين لن يكون لهم خيار إلا الموافقة.
وإن رجعنا للتاريخ قليلا لم تكن العلاقة الروسية ـ الإيرانية جيدة قبل قيام الثورة الإيرانية على نظام الشاه، حيث تحتل روسيا أراضي في القوقاز كانت تدعي إيران تبعيتها لها، كما كانت تدعم روسيا الوريث الشرعي للاتحاد السوفييتي الانفصاليين الأكراد والأذربيجانيين في إيران خلال الأربعينيات من القرن الماضي.
الروس يبحثون عن شركاء استراتيجيين في الشرق الأوسط ووجدوا ضالتهم في أنظمة إيران العراق سورية هذا المحور الذي سوف تكون تكلفته باهظة جدا على روسيا بسبب عدم الاستقرار الذي تعانيه هذه الدول الفاشلة بالمعنى الأمني.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له كتاب عن رياضة الجودو ولقد استفاض فيه بالشرح لحركة (كوزوشي) التي تعني إخلاء الطريق في آخر لحظة أمام الخصم المندفع ليسقط أرضا.
السعوديون والأميركان والأوروبيون لن يتفرجوا على تكوين هذا المحور، ومن المؤكد أنهم قرأوا كتاب بوتين جيدا.
Dm.alhajri@hotmail.com 
dmalhajri@