أقلامهم

هل يعود الوزير جحا الذي سرق المال العام وأضحك الكبار في التشكيلة السابعة؟ العدواني يتساءل

عبدالله مسفر العدواني 

 طرائف جحا في الوزارة  

كان ياما كان في قديم الزمان.. وفي سالف العصر والأوان.. وفي بلاد بعيدة، ليست الكويت بالطبع ولا حتى الكوت، وفي زمان لا يمت لزماننا بصلة، كان يعيش جحا في تلك المدينة.. ليله كنهاره وحياته رتيبة، كئيبة غريبة، وفي يوم من ذات الايام، رأى جحا جناب الوزير يمشي في السوق ومن خلفه الحاشية، فأوقف جحا الوزير وقال له يا طويل العمر، أردت أن أسألك عن أمر فهل أجبتني؟فسأل الوزير حاشيته، من يكون هذا، فقالوا له انه جحا يا مولانا، شخص طريف في أفعاله، عجيب في أقوله، أشبه بمهرج لكنه يقدم فنونه في الطرقات، ويضحك منها الذاهب والآت، يمشي في السوق، ومن الحزن والهم قالوا عنه المعتوه، لانه لا يحزن رغم الاحزان، ويهرج حتى في أصعب الازمان.

فقال الوزير: وماذا تريد أيها الجحا؟ قال جحا: أردت يا مولاي، أن أسألك كيف أصبحت وزيرا؟ فضحك الوزير وقال: يا غلام، ان أردت أن تكون من علية القوم، استأنس كبيرهم، وأغمي عين صغيرهم، ولاطف أحوالهم ولا تدس لاحد منهم على طرف الا وأنت واثق من أنه لن تقوم له قائمة من بعدك.. فهز جحا رأسه وقال في قرارة نفسه، نصحتني بخير النصيحة، وأعاهد نفسي أن أكون وزيرا في أقرب صبيحة.

جحا في تلك المدينة البعيدة البعيدة.. قرر أن يكون وزيرا، فعمل بالنصيحة وتودد للمتنفذين، أصحاب القرار والتمكين.. وهم ليسوا من أصحاب المناصب.. لكن لكلمتهم وزنها التي يحسب لها كل حاسب، ورغباتهم أوامر، وأحلامهم على الباقين تحقيقها، فلاطف جحا علية القوم، وبمزاحه سيطر على عقول كثيرين منهم، وارتدى جحا ثوب المهرج، حتى نال كرسي الوزارة.

ومع مرور الايام، ارتكب سعادة جحا الوزير مخالفات كثيرة يمكن أن تغير المصير، ولكن لانه مسنود، لم تفلح معه الاستجوابات والوعود، ورغم تغيير الوزارة لم يتغير جحا رغم أنه كان أول المرشحين للخروج من الحسبة الوزارية، وقالوا طالما المهرج جحا استخف بعقول المتنفذين فانه لن يكون من الخارجين.

وتوالت الاحداث والمهرج جحا يشغل منصب وزير فهل يا ترى يستمر في التغيير المتوقع الاخير، أما كما دائما نتوقع سوف يطير، ليعود يمشي ثانية في السوق، ويمارس القيل والقال، لانه لا تؤاخذونا قد باع الحمار، ولم يعد للمتنفذين به صبرا، رغم أنه المهرج الاول لكل زمان ومكان.

هنا انتهت الحكاية في تلك الزمان.. وفي مكان غير مكان، فهل يا تري جحا يطير في التشكيل الاخير؟