أقلامهم

نصف ثروة إيران للأحواز المحتلة .. فمتى تستعيد عروبتها ؟.. الجدعي يتعاطف مع الثورة العربية في إيران

محمد الجدعي

مؤشرات «إيران با خوزستان زنده است»!

أعتذر لاختياري عنوان مقالي هذا باللغة الفارسية، ولكن كانت هذه عبارة مشهورة جداً لرئيس ايران السابق محمد خاتمي، ومعناها «ايران تحيا بخوزستان». ويقصد بخوزستان هنا الاحواز! فالاحواز، او كما يحلو للبعض تسميتها الاهواز، هي جمع لكلمة «حوز»، وهي مصدر للفعل «حاز»، بمعنى الحيازة والتملك، وهي تستخدم للدلالة على الارض التي اتخذها فرد وبين حدودها وامتلكها.

والاحواز احتلت من قبل الجيش الايراني في عام 1925 واسقط آخر حكامها الكعبيين وهو خزعل الكعبي على يد قائد القوات الإيرانية آنذاك رضا خان. وقد دأب الايرانيون منذ ذلك الحين على زيادة نسبة غير العرب في الاحواز، وتغيير الاسماء العربية الاصلية للمدن والبلدات والانهار، حيث طال التغيير الايراني ايضا عاصمة الاحواز (المحمرة) ليصبح اسمها فيما بعد «خرمشهر»، وهي كلمة فارسية معناها «البلد الاخضر»!

وتقدر قيمة الموارد المتواجدة في منطقة الاحواز بحوالي نصف الناتج القومي الصافي لايران، وفيها أكثر من %80 من قيمة الصادرات الايرانية، ويوجد في الاحواز احد اكبر انهار المنطقة وهو نهر «كارون» الذي يسقي سهلا زراعيا خصبا.

أما وقد امتدت حمى الثورات العربية لتصل ربوع منطقة الاحواز العربية في ايران، فذلك برأيي يعود بسبب الظلم المستشري والقمع الكبير اللذين يعانيهما سكانها الاصليون من العرب الاقحاح، وما يعانونه من جور وبهتان وقمع وقتل متعمد لزعمائها ومشايخها، الذين كان آخرهم الداعية الشيخ سعد مزبان (فك الله اسره)، وذلك حينما دعا الى جمعة غضب ضد الاحتلال الايراني للاراضي الاحوازية، فقامت قوات الباسيج والحرس الثوري الايراني باعتقاله وروعت اسرته ونكلت بها ايما تنكيل.. وهي التي لا تزال حتى هذه اللحظة تنكل بأهل الاحواز وتقمع تظاهراتهم!

اما آن الاوان ايها الاخوة بان يرجع الحق لنصابه، وان تعود للاحواز عروبتها المفقودة؟ اما آن الاوان ان تقف ايران عن الكيل بمكيالين في قمع التظاهرات في ايران، ودعمها وبكل الطرق والوسائل التظاهرات الزائفة واذ استذكر هنا، مقولة جميلة للامام علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه)، حين قال: «ثمن الكرامة فادح، ولكن ثمن السكوت عن الاستعباد افدح».. قاتل الله كل ظالم لنفسه ولشعبه.