أقلامهم

داوود البصري : أين الدويسان ممايجري في الأحواز؟

داوود البصري 

الدويسان … ومأساة الشعب العربي الأحوازي

للنائب البرلماني الكويتي المحترم الأستاذ فيصل الدويسان صولات وجولات و مواقف شامخة في الدفاع عن ما يعتقده حقا أو ( مايحلم ) به صدقا , وهو فوق ذلك رومانسي المشاعر والطباع , مغرم بالشعر قبل الفقه , ومحب للجمال ومدافع عنه كأي شاعر أو أديب مرهف الأحاسيس , والنائب الدويسان الذي كان ذات يوم صوتا إعلاميا إذاعيا وتلفزيونيا , هو اليوم من الظواهر البارزة في السياسة الكويتية الداخلية بتصريحاته العجيبة , ومواقفه الغريبة , و آرائه المتناقضة تناقض المواقف و القناعات و الأحداث الإقليمية الكبرى التي هزت المنطقة والعالم بأسره , والدويسان بإعتباره عضوا في البرلمان الكويتي الرائد إقليميا وصاحب المواقف القومية المعروفة والموثقة تاريخيا والعريق بتاريخه ورجاله الكرام , كان لا بد أن تكون له مواقف ووجهات نظر معينة من الأحداث التاريخية الكبرى التي تمر بها المنطقة, وقد كان موقفه من أحداث البحرين الأليمة الأخيرة مثارا للجدل رغم أنها مواقف تعكس وجهة نظر تيار سياسي معروف و مشخص , وطبعا لن نناقش النائب الدويسان أبدا في مواقفه وقناعاته من المسألة البحرينية رغم أهميتها بإعتبار إن الأوضاع في البحرين لا علاقة لها بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان و لا بأي مطالبات إصلاحية نؤيدها جميعا و سعى لها ملك البحرين نفسه من خلال تشديده على مسألة الحوار الوطني الشامل من أجل الوصول لرؤية مشتركة بعيدا عن لغة مصالح فئوية أو إرتباطات خارجية , و بعد أن توضح الخيط الأبيض من الأسود من الغدر و التخطيط الإستخباري الإيراني في الموضوع و الذي ذهب ضحيته وزير الإستخبارات الإيراني الملا حيدر مصلحي الذي قدم تقارير مخابراتية مزيفة لرئيسه نجاد عن البحرين أكد فيها ( الملا ) أن الدنيا ربيع.. والجو بديع في البحرين لقيام جمهورية إسلامية مناضلة وفاضلة تدعو لوحدة إندماجية مع إيران وفقا لطريقة البائد علي كيمياوي!! وعن طريق تلك الوحدة الإسلامية اللي ما يغلبها غلاب تتحقق الأهداف الإيرانية التاريخية في البحرين بضربة معلم!!! فلما أفشلت القيادة البحرينية و الخليجية تلك الخطة الجهنمية تبين أن تقارير الملا مصلحي مجرد أحلام ناتجة عن زيادة في إستهلاك ( الآش ) الإيراني وحروب الغاز التي تتبعه!!, المهم أن النائب الدويسان أعلن إصطفافه الكامل وغير المشروط مع مطالب المعارضة البحرينية المرتبطة بالنظام الإيراني!! و أدان العنف و ملحقاته ووقف نفس المواقف التي وقفها إخوان الصفا في العراق بدءا من الجعفري والصدر و الجلبي وليس إنتهاء بنوري المالكي نفسه الذي تصرف بغباء سلطوي وقح يحسده عليه أغبى الأغبياء بعد أن خرج من ردائه العراقي الشامل وأرتدى الوشاح الطائفي المرتبط إيرانيا!!, المهم إن تلك المشاعر والأحاسيس الدويسانية المنتقدة للعنف و المساندة لحريات الشعوب لم نتلمسها و الشعب الإيراني يثور في شوارع طهران وتقوم ميليشيات البسيج المتخلفة أو ( فدائيو نجاد ) بقتل الناس و الشباب وفي طليعتهم المرحومة ندى سلطاني وغيرها المئات من أحرار الشباب الإيراني الذي فجر الثورة ضد الشاه ثم سرعان ما أكل الخوازيق من المؤسسة القمعية الدينية الحاكمة , ومع توالي إنتفاضات الغضب والحريات في الشرق القديم تبرز إنتفاضة الشعب العربي الأحوازي ضد سياسة التطهير العرقي و الثقافي و السحق القومي التي تمارسها طهران ضد الشعب العربي في الأحواز الذي يخوض نضالا دمويا شرسا ضد الإحتلال الإيراني ولا أدري إن كان الدويسان قد زار إقليم الأحواز وعايش الظلم الواقع على الأحوازيين ميدانيا ? ولا أدري أيضا إن كان الدويسان قد سأل نفسه عن سر الهجرة الأحوازية للكويت ودول الخليج العربي بحثا عن لقمة العيش رغم أن الثروة البترولية الإيرانية مصدرها الرئيس إقليم الأحواز وخيراته التي تصرف بعيدا عن أهله ? ولا أدري أيضا إن كان الدويسان قد تكرم وقرأ عن تاريخ الحركة الإستقلالية العربية في الأحواز وعن الجرائم الفظيعة التي إرتكبها الحكم الديني بدءا من الجنرال أحمد مدني العام 1979 وليس انتهاء بحملات المشانق والسجون السائدة حاليا على يد رجال الولي الفقيه الحالي? ولعلم السيد فيصل الدويسان فإن مذهب الغالبية الشعبية الأحوازية هو المذهب الشيعي الإثنا عشري ومع ذلك لم يسلموا من المجازر و التصفيات والإتهامات التكفيرية من قبل النظام الحاكم… لماذا لا يلتفت الدويسان ويتضامن مع أشقائنا الأحوازيين الأقرب إليه وإلينا من الآخرين ? بل لماذا لايستنكر حملات الإبادة الإيرانية الرسمية الموجهة ضدهم بسادية عجيبة ? لماذا لا يدعو لأن تكون لغة القرآن العربية وهي لسان أهل الجنة أو ( زبان أهل بهشت ) بالفارسية لكي تكون اللغة الأولى في الإقليم العربي الوجه واليد واللسان? لماذا لا ينتصف الدويسان لمظلومية الشعب العربي الأحوازي وهو يواجه آلة القمع الصفوية بأقسى مما يواجه الفلسطينيون آلة القمع الصهيونية? أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء يا دويسان ?… و سلامتك من الآه?