أقلامهم

لانلوم القبيلة بل الدولة .. وليد الجاسم عن جنسية الظل

وليد الجاسم

جنسية الظل

– قبيلة العوازم راضية تماما عن أداء «وزيرها» د.بدر الشريعان وتؤيد استمراريته لحقبة وزارية ثانية.

– قبيلة مطير تشاور نوابها في الكفاءات من أبناء القبيلة ممن ستطرح اسماؤهم على السلطة للنظر فيمن يوزر من الكفاءات من أبناء القبيلة.

هذا ما اعلن امس وقبل ايام من العوازم والمطران تجاه الحكومة التي يتم تشكيل جزء جديد منها مقابل غالبية – حسبما يُنقل – مستقرة في ذات الحكومة.

لا نلوم القبائل فيما يحصل، لكن اللوم كل اللوم على الحكومة، ليست هذه فقط بل كل الحكومات الكويتية السابقة منذ الاستقلال حيث لم تمتلك أي منها رؤية واضحة لصهر ابناء الكويت تحت راية الوطنية بعيدا عن القبلية أو الطائفية أو الفئوية وباقي مفاهيم التخلف الحضاري.

نعم.. لا نلوم القبيلة ولا نلوم الطائفة ولا الفئة ولا العائلة، فالحكومات المتتالية اختارت ان «تفزع» للفرد المحتاج من خلال انتمائه وليس من خلاله هو وتقييم مدى حاجته، فالتوظيف صار يحتاج الى هوية اخرى مرادفة للهوية الوطنية.. والترقية تحتاج الامر ذاته، والدعم في الانتخابات والعلاج في الخارج وحتى المساعدات الاجتماعية.

كلها امور لم تعد تكتفي بأن صاحب الحاجة «كويتي» ولكن يجب ان يدمغ «كويتيته» هذه بهوية اخرى رديفة تكون هي الشفيع له. وان لم يمتلك الهوية الاخرى فليأكل مما تأكله البهائم من «التبن» مثلما يحلو له، فصوته مهما ارتفع لن يكون أكثر من «خوار» ثور..

الحكومة اختارت أن تسمح للناس باستبدال مضارب «بيوت الشعر» بمضارب «الكونكريت والطابوق»، فصارت مناطق الدولة الحديثة مجرد مضارب قبائل وعوائل وطوائف، المطيري في صباح الناصر والشيعي في الرميثية والعازمي في الصباحية.

الحكومة اختارت ألا تعالج المحتاج من المرضى إلا عبر نائب أو مرشح أو وجيه، فصرنا نرى المرضى يعودون أصحاء متعافين وينشرون إعلانات الشكر للنواب والمرشحين.. ولا أحد يذكر فضل الحكومة عليه وهي التي صرفت وتابعت وراسلت وساهمت في علاجه.

الآن.. هذه هي النتيجة الطبيعية.. كل فئة وطائفة وقبيلة تسعى لمصالحها ومصالح أبنائها، وما على الحكومة إلا السمع والطاعة، وبدل ما يكون عندنا حكومة أصلية وحكومة ظل، صار عندنا أيضا جنسية أصلية و… «جنسية ظل».