أقلامهم

يرى جعفر رجب أن المواطنين في الدول العربية لابد أن يكونوا عملاء لمصلحة دولهم

جعفر رجب


أنت عميل فارفع رأسك


مواطن في المرتبة الثانية اذا كان مقربا من النظام، وينتقل الى المرتبتين الثالثة والعاشرة ان كان بعيدا من السلطة، ومقارنة بدول العالم يقف في المرتبة قبل الاخيرة- نقول قبل الاخيرة مجاملة-! 


مواطن لا يمتلك اي حقوق، لايعرف ماذا تعني الحقوق، سامع عنها، شايف صورتها، ولكن ان يجلس وجها لوجه معها لم يحدث ولو بالصدفة! 


مواطن ان خرج من المسجد متهم، ان دخل الى البار متهم، ان صعد السطح متهم، وان نزل في قبره، ايضا متهم بالاساءة وتشويه صورة النظام! 


مواطن يقولون له انك تمتلك الحرية، ثم يضيفون انها ليست مطلقة لان الحرية المطلقة فوضى، ويكتشف في النهاية انه يمتلك حرية التنفس فقط لا غير، وايضا بحدود! 


مواطن، يموت في سن الشباب، يتزوج في سن التقاعد، يعيش نصف عمره في مخافر الشرطة، ونصفه الاخر في الطرقات، بحثا عن لقمة وسقف! 


مواطن الحوار معه يتم وفقا للركل، والصفع، والشتم، والضرب، والسحل، والسمل…! ولا يشاهد منذ ولادته الا صورة الرئيس على الشوارع والادارات والمطاعم والحمامات، ولا يسمع غير صوت صافرات الانذار والاسعاف والشرطة وطلقات الرصاص! لا يحمل الا ريموت كنترول به زر واحد، برقم واحد، بقناة واحدة! مواطن لا يلبس الا رداء واحدا منذ ولادته، يستبدله عندما يموت ويلبس كفنه! 


يحق لهذا المواطن ان يكون عميلا لدولة معادية، ويحق له ان يخون وطنه، ويحق له أن يعمل بوابا لسفارة اجنبية، وان يضع في جيبه اجندة اجنبية حتى لو كانت الاجندات من مدغشقر، ويحق له أن يحرق جنسية بلده وينثر رمادها علي الصحاري…انا اعذر اي مواطن عربي يصبح عميلا رسميا، في بلد لا يحترم آدميته، ثم يجلس من الصباح على خازوق شعارات الوحدة الوطنية، والوفاء للوطن، والوطن الامن، والوطن الكبير، والوطن الجميل…ايها المواطن الجاثم على قلبك الطغاة من محيطها الى خليجها، اذا اتهمت يوما بأنك عميل اجنبي…افتخر وارفع رأسك!